بروفايل: كاثرين أشتون.. مناضلة تتحرك فى هدوء
على أنغام الدبلوماسية الأوروبية تعزف كاثرين أشتون مقطوعاتها بخطى ثابتة ودبلوماسية هادئة بعد أن سمعت أجنحة الحرية ترفرف فى سماء الميادين العربية، فكانت أول من لبى نداء الحرية بمصر خلال زيارتها لميدان التحرير بعد أحد عشر يوما فقط من تنحى مبارك عن السلطة، ساعية لترويض النمر المصرى الذى خرج باحثا عن الحرية والكرامة.
إنها رئيسة المفوضية العليا للشئون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى، البارونة كاثرين أشتون (56 عاما)، جاءت مجدداً تعزف سيمفونياتها الدبلوماسية فى القاهرة على رأس وفد من وزراء الخارجية الأوروبيين لتترأس اجتماعات بالمناصفة مع وزير الخارجية المصرى محمد كامل عمرو على مدار ثلاثة أيام هى الأولى من نوعها لفريق العمل المصرى - الأوروبى المشترك، الحدث الذى يوصف بأنه الأكبر فى مجال العلاقات بين الطرفين منذ ثورة 25 يناير.
ولدت كاثرين أشتون فى مارس عام 1956 بلانكشاير بإنجلترا فى عائلة ذات جذور تعود إلى الطبقة العاملة البريطانية، وحصلت على درجة البكالوريوس فى علم الاجتماع من جامعة لندن عام 1977، لتكون بذلك أول من يتخرج فى الجامعة فى أسرتها، وتستحق بعدها لقب «المناضلة»، حسب وصف المقربين منها.
لم تكن جذور أشتون العمالية البسيطة تبشر بتلك التطورات السياسية المتلاحقة فى حياتها وسطوع نجمها فى سماء الحياة السياسية الأوروبية والبريطانية على وجه الخصوص؛ حيث بدأت حياتها السياسية فى موطنها كناشطة فى مجال الرعاية الصحية وحقوق العمال وجماعات الضغط، ثم حصلت على لقب «البارونة أشتون أوف أفولاند» عام 1999، بناء على طلب حزب العمال البريطانى، وهو لقب مدى الحياة، مما أهلها بعد ذلك لدخول مجلس اللوردات دون انتخاب، وعُينت بعد ذلك وزيرة الدولة للتربية ووزيرة الدولة للشئون الدستورية والقضائية.
اختيرت أشتون عام 2005 كأفضل وزيرة، ثم نالت عام 2006 لقب أفضل سياسية وأصبحت مستشارة الملكة، وجاءت المحطة الفاصلة فى حياتها عندما عينها رئيس الوزراء البريطانى الأسبق جوردون براون رئيسة لمجلس اللوردات عام 2007، وهو المنصب الوزارى الذى تمكنت من خلاله من تمرير اتفاقية لشبونة، تلك الاتفاقية التى جعلتها أول من يتولى منصب الممثل الأعلى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبى.
غير أن تلك الخبرة السياسية الطويلة لم تشفع كثيرا لأشتون التى ظلت تلقى الكثير من الانتقادات؛ فقد وصفتها مجلة «الإيكونوميست» البريطانية، بمجرد توليها المنصب الأوروبى الجديد، بأنها وجه سياسى غير معروف، ووصفت خبرتها السياسية بـ«التافهة»، خاصة فى مجال السياسة الخارجية، ناهيك عن أنها لم تنتخب أبداً فى أى منصب بل كانت جميع المناصب التى تولتها بالتعيين.
لكن سرعان ما ظهرت كاريزما أشتون وقدرتها المبهرة على الإقناع لتُميِّزاها فى وسطها الدبلوماسى وتصبحا أهم أسرار نجاحها فى مهامها الدبلوماسية التى تُعرض عليها.