نجوم الزمن الجميل يكشفون الوجه الآخر لـ"المسافر"
أبدى عدد من كبار الفنانين المصريين والعرب، حزنهم الشديد على رحيل الفنان عمر الشريف، ورووا لـ«الوطن»، عدداً من المواقف المشتركة التى وقعت بينهم وبين «لورانس العرب»، كما كشفوا تفاصيل وملامح الوجه الآخر لـ«المسافر».
وقال الفنان حسن يوسف: «حزنت للغاية بعد سماع خبر وفاته، وكان لى الحظ أن أشارك عمر الشريف فيلم (فى بيتنا رجل)، الذى استغرق تصويره 3 أشهر، وتقابلنا كثيراً خلال التصوير، وامتدت لقاءاتنا لما بعد انتهاء التصوير، أثناء مقابلاتنا اكتشفت أن عمر الشريف يحمل روحاً إنسانية كبيرة، وهو فنان كبير وصاحب أداء عبقرى، وهو خلوق ومثقف للغاية، لأنه خريج فيكتوريا كوليدج».
وأضاف: أثناء تصوير «فى بيتنا رجل»، تلقى عرضه لتمثيل «لورانس العرب»، ورشحه أحد مكتشفى المواهب التمثيلية، فقام ببطولة أول فيلم عالمى، وبعدها عاد ليكمل تصوير فيلم «فى بيتنا رجل».
وعن شخصية عمر الشريف الإنسان، قال حسن يوسف: هو إنسان متواضع جداً، وخفيف الظل و«ابن نكتة»، كما أنه يمتلك «كاريزما» خاصة، سواء على المستوى الفنى أو الشخصى، وقضيت معه أوقاتاً ممتعة.
وتابع «يوسف»: «آخر مرة التقيت فيها عمر الشريف، كان أثناء افتتاح فرقة رضا فى الأوبرا الملكية، وقضينا وقتاً طويلاً معه فى جلسة سمر»، وأضاف: «من ضمن الأشياء الغريبة واللافتة للنظر، فى حياة عمر الشريف، التى لا يعرفها إلا المحيطون به، هو عدم امتلاكه موبايل شخصى، وفى حالة الرغبة فى الوصول إليه، يلزم الحضور له شخصياً فى المكان الذى يجلس فيه، وأذكر أننى فى إحدى المرات، كنت أود مقابلته».
من جهتها، قالت الفنانة صفية العمرى إن رحيل النجم عمر الشريف، أفقدنا قيمة فنية كبيرة فى مصر والوطن العربى والعالم كله.
وأضافت: «تعلمت من عمر الشريف، احترام السيناريو والشخصية التى أتعامل معها، وسعدت بمشاركته فى فيلم (المواطن مصرى)، فقد كانت تجربة رائعة استفدت منها الكثير، وكان وجوده يشع البهجة بين الممثلين داخل الكواليس، وكان رائعاً ومحبباً للجميع، وأول من يحضر للتصوير».
ونعى الفنان عزت العلايلى، صديقه الراحل قائلاً: «فقدنا فناناً عظيماً، وهو صديق غال وعزيز، وصداقتنا ممتدة منذ القدم، وعمر الشريف الإنسان شخص حساس ومتواضع، رغم أن له تاريخاً عالمياً ومحلياً، ومن أبرز صفاته الشخصية طيبته وإنسانيته أكثر من اللازم، وجمعتنى بالفنان عمر الشريف، تجربة مشتركة فى فيلم (المواطن مصرى)».
وأضاف «العلايلى»: «من الشخصيات المغرمة بسماع كل ما هو مصرى، مثل أم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، وعبدالوهاب، وكان يحب سماع الموسيقى والطرب، وجمعتنا جلسات استماع لفقرات فنية فى بعض الأماكن المشهورة باجتماع الموسيقيين والفنانين».
وحول رحيل «الشريف»، قال المخرج هانى لاشين: «عمر من الشخصيات القليلة التى تركت أثراً فى حياتى، وأحببته بصدق، لأنه شديد الطيبة والتواضع رغم شهرته، وكان كريماً وعطوفاً ومتسامحاً إلى أبعد حد، وخيّر جداً».
وتابع «لاشين» قائلاً: «عمر كان يحرص على الوجود فى الشارع المصرى مع البسطاء، خلال فترة وجوده فى القاهرة، ومن أكثر الصفات الحسنة فى شخصيته أنه لا يحب النميمة إطلاقاً، وكانت علاقتى بعمر الشريف أكثر من ممتازة، وممتدة منذ عام 1980، حيث عشت معه فى فرنسا، وكان يطلب من والدتى أن تعد أكلة البصارة له، لعشقه لهذه الوجبة المصرية، كما أنه يحب أصحابه جداً، فهو اجتماعى لأقصى درجة». وحول الأعمال التى جمعتهما معاً، قال «لاشين»: قبل تجربتى مع الفنان عمر الشريف، فى فيلمى «أيوب» و«الأراجوز»، قدمنا 3 أفلام تسجيلية معاً، وعمر الشريف ممثل محترف للغاية، ويسلم نفسه للمخرج، وبمجرد دخول الفيلم يقول لى «أنا ملكك طول فترة التصوير»، وبالفعل كان مطيعاً للغاية يتلقى الأوامر والتعليمات من مخرج العمل، وهذه تعتبر سمة المحترفين، كما أنه يشيع البهجة فى مكان التصوير.