سعود الفيصل.. رحيل "القوة الهادئة"
«وفاة القوة الهادئة فى الشرق الأوسط».. هكذا وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية وفاة الأمير سعود الفيصل عن عمر يناهز 75 عاماً، فهو الدبلوماسى المحنك الذى رسم خطوط السياسات الخارجية لبلاده على مدار 40 عاماً كاملة، منذ أن تولى حقيبة وزارة الخارجية السعودية عام 1975، خلفاً لوالده الملك «فيصل» الذى تعرض للاغتيال. منذ ذلك الحين، ظل «الفيصل» فى منصبه حتى أبريل الماضى، بعد أن تقدم باستقالته إلى الملك الجديد سلمان بن عبدالعزيز، أملاً فى قبولها بعد أن قضى 40 عاماً فى المنصب، اضطلع خلالها بدور دبلوماسى لا يمكن لأحد أن ينكره فى القضايا العربية، وبذل جهوداً كبيرة فى الترويج لمبادرة السلام العربية مع إسرائيل التى طرحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مقابل تخلى إسرائيل عن الأراضى المحتلة.
على مدار كل تلك السنوات، كان يُنظر إلى «الفيصل» على أنه واحد من أنصار الإصلاحات السياسية والاجتماعية فى السعودية، لكن رؤيته هى أن هذه الإصلاحات ينبغى أن تكون تدريجية ومستمدة من الداخل وليست مفروضة من الخارج. وكان له العديد من المواقف المهمة والحاسمة، فقد كان أحد أهم الوسطاء فى إنهاء الحرب الأهلية التى مزقت لبنان لمدة 15 عاماً، وكان من أهم داعمى مصر بعد ثورة الثلاثين من يونيو. وأثار نبأ وفاة «الفيصل» حزن قادة العالم، حيث نعاه عدد كبير من الرؤساء ووزراء الخارجية الذين عمل معهم على مدار سنوات طويلة، ووصفه الرئيس الأمريكى باراك أوباما بأنه «ثاقب النظر»، فيما قال عنه وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، إنه «دائماً ما كانت آراؤه صائبة»، وقال وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس، إن «الفيصل كان يعمل بلا كلل من أجل السلام».