قصة آية: سُنّة الله في الظالمين
خلق الله السموات والأرض ومطلع على كل أعمالهم الشر والخير ولكن رحمته ومغفرته وسعت كل شئ ، وتشير هذه الآية الكريمة إلى أن الله تعالى لا يغفل عن أعمال الظالمون وأفعالهم التي يقومون بها من ظلم في أرض الله.
قال الله تعالى : " ولا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمّا يعملُ الظّالمونَ ، إنّما يُؤخّرهُم ليومٍ تَشْخَصُ فيهِ الأبصارُ " ، إبراهيم : 42 .
المُخَاطَب في هذه الآية الكريمة هو النبي صلى الله عليه وسلم والخطاب عامٌّ لجميع الأمة ؛ أي : لا تظننّ – يا محمد – أنّ ربّك ساهٍ عمّا يفعله المشركون من قومك ، بل هو عالمٌ بهم ، وبأعمالهم محصيها عليهم ليجزيهم بها . وأنّ تأخير العذاب عنهم ليس للرضا بأفعالهم ؛ بل سُنّة الله في إمهال العُصَاة مدّة ، وفي الصحيحين أنّ النبيّ – عليه الصلاة والسلام – قال : " إنّ الله ليملي للظالم ؛ حتى إذا أخذه لم يفلته ؛ ثم قرأ : " وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إنّ أخذه أليم شديد" . قال ميمون بن مهران : " هذا وعيد للظالم ، وتعزية للمظلوم " .
نجد هذه الآية شفاء لقلوب المؤمنين الموحّدين ، وجبر لخواطر المكلومين في زمن كُثر فيه الظلم والعدوان ، وتداعتْ علينا أذلّ وأحقر أمم الأرض ! وإنّ المرء لتخنقه العَبَرات ، وتحرقه الزفرات والآهات ، حتى يكاد يموت كمداً وهَمّاً لما يحدث للمسلمين في بقاع الأرض ؛ فيسمع هذه الآية فتكون بلسماً شافياً – بإذن ربّ العالمين – لتذكره أنّ حقه لن يضيع ، وأنه سوف يقتصّ ممّن اعتدى عليه وظلمه ، وأنّ الظالم مهما أفلتْ من العقاب في الدنيا ؛ فإنّ جرائمه مسجّلة عند مَن لا تخفى عليه خافية ، ولا يغفل عن شيء ، فسبحان مَن حرّم الظلم على نفسه ، وجعله بين عباده مُحرّماً ، وانتصر لعباده المظلومين ولو بعد حين . اللهم أهلِك الكافرين بالكافرين ، وأهلِك الظالمين بالظالمين ، وكُنْ لإخواننا المضطهدين المظلومين ، يا ناصر المستضعفين .