"جه يكحلها عماها".. قصة نفرتيتي من شعار "برلين" لميدان "سمالوط"
"نفرتيتي"، رمز الجمال على مدار التاريخ، المرأة التي سحرت تمثالها المنحوت قلوب العالم بأسره، والذي استولت عليه ألمانيا وترفض إعادته لمصر بعد أكثر من 80 عامًا على تهريبه، هو تمثال الملكة "نفرتيتي"، الذي أعاد ذيع صيته خلال الأيام الماضية، بعد رؤيته بمدخل إحدى قرى الصعيد مقلدًا في محاولة لإضفاء مظهر جمالي، "وحدث العكس".
عاشت نفرتيتي، في القرن الـ14 الميلاد، وتزوجت من الفرعون المصري إخناتون، أحد ملوك الأسرة الـ18 في مصر القديمة، والذي دعا فيها لديانة جديدة سميت الديانة الآتونية، تدعو لتوحيد عبادة قرص الشمس آتون.
وفي عام 1913، عثرت بعثة ألمانية للتنقيب على الآثار بقيادة عالم الآثار الألماني لودفيج بورشاردت، على تمثال نفرتيتي في تل العمارنة، والذي نحته الملك "تحتمس" وعرض في متحف برلين، وعلى جماهير المتحف في 1923، وربما زاع صيت تمثال نفرتيتي، بعد الحرب العالمية حين صمم هتلر على وضع تمثال مقلد لرأس نفرتيتي في حجرته كما جعلت ألمانيا.
ووضعت ألمانيا، "رأس نفرتيتي" في مدينة برلين، كرمزًا للجمال، نظرًا لروعة التمثال، كما تم إخفاؤها في نفق سري بعد نشوب الحرب العالمية الثانية خوفاً عليها من السرقة أو التلف.
وحاولت مصر طوال القرن الماضي استعادة التمثال من ألمانيا، لأكثر من مرة سواء بتهديد بعدم دخول بعثات آثرية ألمانية مرة آخر إلى مصر أو مبادلتها بقطع أثرية آخرى ذات قيمة، إلى أن ألمانيا كانت تصر على موقفها بعد الموافقة، في ديسمبر 2009، عرض فريدريك سيفريد مدير المتحف المصري في برلين على المصريين وثائق محفوظة لدى المتحف حول العثور على التمثال التي تتضمن البروتوكول الذي وقعه بورشاردت مع هيئة الآثار المصرية.
وعلى الجانب الآخر حاول البعض في مدينة سمالوط، وضع رأس مقلدة لـ"رمز الجمال"، بأحد الميدان في مدخل قرية سمالوط بمحافظة المنيا، لكن كما يقال "جه يكحلها عماها"، فظهر التمثال بشكل لا يلقل بجمال ورمزية تلك الملكة.
وأثار التمثال غضب وسخرية المصريين، بعد ظهور النسخة المقلدة بشكل مبتذل ومهين لتمثال "أجمل سيدات في التاريخ البشري"، ما دفع محافظ المنيا اللواء صلاح الدين زيادة إحالة جميع المسؤولين الفنيين بالوحدة المحلية لمركز ومدينة سمالوط للتحقيق، والذين تسببوا بشكل مباشر في إخراج تمثال الملكة "نفرتيتي" بشكل مشوه، وقاموا بوضعه بمدخل المدينة دون الرجوع لمتخصصين أو فنيين بالمحافظة، وكلف أيضا رئيس الوحدة المحلية بإزالة التمثال فورا من مكانه.
وكانت الوحدة المحلية لمدينة سمالوط، وضعت تمثال قديم للملكة نفرتيتي بعد إجراء ترميمات له، ولكنه خرج مختلفًا تمامًا عن تمثال رأس نفرتيتي الشهير، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة، فقال أحد النشطاء ساخرًا، "المنيا لما حبت تبدع طلعت الكائن دا"، وسخر آخر "بجد تمثال ممكن يدخل موسوعة أسوء عمل فني"، وعلق آخر ساخر "دي كانت بتتعالج في مستشفى حكومي ولا إيه".
أما التمثال الأصلي لنفرتيتي طوله 47 سم، ويزن حوالي 20 كيلوجرام، وهو مصنوع من الحجر الجيري ملون بطبقة من الجص. جانبا الوجه متماثلان تمامًا، وهو في حالة سليمة تقريبًا، ولكن العين اليسرى تفتقر إلى البطانة الموجودة في اليمنى.