خبراء: الإرهابيون يتعاونون مع إسرائيل..والقبائل لم تدعم الجيش حتى الآن
نفذ تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي بالأمس هجمات مكثفة على 15 كمينًا للقوات المسلحة والشرطة في شمال سيناء في توقيتات متزامنة، وقامت عناصر القوات المسلحة بشمال سيناء بمعاونة القوات الجوية بمطاردة العناصر الإرهابية وتدمير مناطق تجمعاتهم وقتل ما لا يقل عن 100 إرهابي وإصابة أعداد كبيرة، إضافة إلى تدمير 20 عربة كانت تستخدمها تلك العناصر الإجرامية، وجار الآن تنفيذ عمليات التمشيط بالمنطقة، وأسفرت هذه العمليات الإجرامية عن استشهاد 17 من أبطال القوات المسلحة، منهم 4 ضابط، وإصابة 13 آخرين منهم ضابط، أثناء قيامهم بأداء واجبهم الوطني.
ومن جانبه قال اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، إن الجماعات الإرهابية في سيناء تعتمد على القيام بعمليات كبيرة كل فترة، حيث كانت العمليات في الشهور السابقة أقل كثافة في الخسائر والعناصر المنفذة للعملية وفي هذه الأثناء تقوم الجماعات الإرهابية بحشد وشحن زاعمة أنها تعاقب الشعب المصري على اختياره لعزل مرسي والإطاحة بنظام الإخوان منذ عامين.
وأضاف رشاد، لـ"الوطن": "تحاول الجماعات الإرهابية الموجودة في سيناء التغطية على الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو، وأن تلك الجماعات تقدم على تنفيذ عمليات نوعية كل فترة عقب الإعداد لها جيدًا، وستحاول القيام بعمليات إرهابية أكثر في الفترات المقبلة".
وأشار وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، إلى ضرورة توفر قاعدة معلومات لدى القوات المسلحة بشأن سيناء والجماعات الإرهابية التي تتخذ منها بؤرًا لهم ويجب أن تقوم القوات المسلحة بعمليات استباقية ضد تلك الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة، وإخلاء الشريط الحدودي بما يقارب 4 كيلومترات.
وأوضح رشاد أن الحدود المصرية مع إسرائيل متاحة للجماعات الإرهابية وتلك الجماعات تتعاون مع "مافيا تجارة السلاح الإسرائيلية"، وإسرائيل مستفيدة من استنزاف الجيش المصري في سيناء، وهناك دليل على ذلك التعاون أن هذه التنظيمات الإرهابية لم تقم بأي عملية ضد إسرائيل.
وأكد رشاد أن الجيش المصري هو الجيش الوحيد في المنطقة الذي لا يزال متماسكًا وقادرًا على مواجهة الجيش الإسرائيلي.
وشدد وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق على ضرورة إخلاء المنطقة التي يستخدمها الإرهابيون في سيناء، حيث إنهم يحتمون بالأهالي وهذا يعتبر عائقًا أمام الجيش المصري حتى لا تتحوَّل إلى حرب شوارع، وفي ظل السكان الموجودين في المنطقة سيؤدي تدخل القوات فيها إلى خسائر بشرية من المدنيين، وفي حال الإخلاء سيكون هناك تنسيق على الأرض وتمهيد لدحر الإرهابيين.
الدكتور طارق فهمي، أستاذ السياسة العامة والخبير في الشؤون السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، قال لـ"الوطن" إن ما حدث اليوم في سيناء ليس تطورًا في أداء الجماعات الإرهابية المسلحة ولكن مصر الآن أمام واقع جديد.
وأضاف فهمي أن هناك تصريحات عبثية خرجت في الآونة الأخيرة تفيد أن الإرهاب انتهى من مصر وهذا شيء غير صحيح بالمرة وعلى الدولة أن تقنع الرأي العام أن مصر أمام حرب على مدى طويل ضد الإرهاب في سيناء ويجب على الشعب أن يعلم هذا جيدًا.
وتابع فهمي: "التنظيمات الإرهابية رسالتها كانت حاضرة وكان يجب التعامل معها بجدية من الدولة خاصة مع بيان أرض الكنانة الذي هدد باستهداف شرائح معينة من المجتمع المصري ومنهم القضاة، وبيان محمد أبو عدنان باستهداف القضاة أيضًا وما حدث بعده من اغتيال النائب العام الشهيد المستشار هشام بركات".
وأشار فهمي إلى أن مجلس قبائل سيناء أكد أنه سيقوم بدعم القوات المسلحة المصرية وهذا لم يحدث حتى الآن، لا سيما أن هناك عناصر من الجماعات الإرهابية تختبئ داخل أماكن يتواجد بها أهالي سيناء، موضحًا أن هذه أول عملية نوعية كبيرة تحدث في سيناء بعد تشكيل وحدة مكافحة الإرهاب وتولي الفريق أسامة عسكر القيادة الموحدة في سيناء.
وواصل فهمي بالقول: "نحن في المرحلة (ب) من مواجهة الإرهاب ويجب لفت نظر الأجهزة إلى أن ثمة خطأ يجري في هذا التوقيت والقضية ليست في مقتل 100 إرهابي، وفي النهاية نحن نريد وطنًا آمنًا وسالم ويجب أن تعد القيادة المركزية لمكافحة الإرهاب الذي يأتي من تلك الجماعات المسلحة".
وشدد فهمي على ضرورة تعديل معاهدة كامب ديفيد، وهناك شيء خطأ في فتح معبر رفح حيث تتم عملية الفتح والإغلاق بدون أي تخطيط مسبق وبالفعل كانت هناك آلية واضحة بشأن معبر رفح تتمثل في وضع 1000 ضابط وجندي من حرس الرئاسة بمشاركة قوات دولية ولكن حركة حماس رفضت تلك الآلية، مشيرًا إلى أن إسرائيل قامت باستنفار أمني على الحدود مع مصر ظهر اليوم وقامت بنشر قواتها على طول الحدود.