بروفايل| هشام بركات.. استشهاد نائب الشعب
نيران وسيارات مفحمة وأصوات ويلات تحيط بالمستشار هشام بركات، بعد لحظات من خروجه من منزله متجها لسيارته التي كانت ستنقله لمقر عمله، عدة دقائق لم يعرف بركات أنها ستكون آخر ما سيراه ويسمعه في حياته، بعد بداية يوم طبيعي مثل أي يوم ينهض فيه لمباشرة أصعب منصب في تاريخ مصر، لكن قدره جعل نهاية حياته نتيجه لمنصبه.
تولى المستشار هشام بركات، بعد تخرجه من كلية الحقوق جامعة عين شمس في 1973، منصب النائب العام في ظروف حرجة، بعد ثورة 30 يونيو، وعزل الرئيس السابق محمد مرسي، لاستكمال خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها، وشهدت فيه البلاد توترات كبيرة بعد أعمال العنف والتخريب التي ارتكبتها الجماعات الإسلامية المؤيدة والمناصرة لمرسي.
بدأ هشام بركات حياته المهنية بتعيينه وكيلاً للنائب العام حتى أصبح رئيسا بمحكمة الاستئناف، ثم تم انتدابه رئيسا للمكتب الفني والمتابعة بمحكمة استئناف الإسماعيلية، وقت محاكمة المتهمين في قضية أحداث ستاد بورسعيد، كما تولى أيضا قضية هروب المساجين من سجن وادي النطرون، والذين كان من بينهم الرئيس المعزول محمد مرسي، ثم تم انتدابه رئيسا للمكتب الفني بمحكمة استئناف القاهرة.
الامتحان الأصعب كان بقبول منصب النائب العام في 10 يوليو 2013، عقب عزل محمد مرسي من منصب رئيس الجمهورية وخلفًا للمستشار الدكتور عبدالمجيد محمود، بعد استقالة الأخير استشعارًا منه للحرج من نظر قضايا الإخوان المسلمين ومرسي نفسه، بسبب الخصومة بينهم جراء قرار عزله من قبل مرسي.
وكان أول قرارات النائب العام، ضد جماعة الإخوان، فأمر بالتحفظ على أموال قيادات جماعة الإخوان، وبعض القيادات السلفية، وتنظيم الجماعة الإسلامية، وذلك في التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في أحداث العنف بميدان النهضة بالجيزة، وأحداث محيط مكتب الإرشاد بالمقطم، والأحداث دار الحرس الجمهوري وقصر الاتحادية.
واعتبرت جماعة الإخوان وأتباعها، أن أحكام الإعدام على كل من محمد مرسي ومحمد بديع وسعد الكتاتني وآخرين، في قضية اقتحام السجون، والمؤبد في قضايا التخابر مع دول أجنبية، المسؤول عنها هو قرارات من النائب العام، كما اعتبرته الجماعات الإسلامية "ثأرا" ولابد من أخذه.
وبعد عامين من تولي هشام بركات لمنصب النائب العام وسط تهديدات الجماعات الإسلامية، وقراراته ضد قيادات هذه الجماعات، أعلنت حركة المقاومة الشعبية، صباح اليوم الاثنين، مسئوليتها عن حادث تفجير موكب سيارات النائب العام هشام بركات، من أمام منزله الواقع بمصر الجديدة بجوار سور الكلية الحربية، ليحفر في تاريخ مصر أول استشهاد لنائب عام في مصر.