أسرار لقاء "تسليم السلطة" لـ"الإخوان" بعد مذبحة بورسعيد
تناول الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، فى الحلقة السادسة من كتابه «لغز المشير» الذى سيصدر قريباً عن الدار المصرية اللبنانية، تفاصيل اللقاء الذى جرى بين المشير طنطاوى ووفد من مجلس الشعب برئاسة سعد الكتاتنى فى أعقاب حادث بورسعيد الذى راح ضحيته 73 شهيداً ومئات الجرحى.
ويتناول المؤلف أبعاد الأزمة التى وقعت بين نواب الإخوان فى البرلمان، وبين حكومة الجنزورى، وتفاصيل اللقاء الذى جرى بين الجنزورى والكتاتنى بحضور رئيس الأركان سامى عنان.
وقال إنه فى الحادية عشرة من صباح اليوم التالى الرابع عشر من فبراير عام 2012 تم عقد لقاء بالصالون الملحق بمكتب المشير طنطاوى بوزارة الدفاع بحضور الدكتور سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب وأشرف ثابت وكيل المجلس وحسين إبراهيم «ممثل الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة» والدكتور عصام العريان «رئيس لجنة العلاقات الخارجية»، ود.محمود السقا «رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد»، واللواء عباس مخيمر «رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى»، وحضر اللقاء المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان واللواء ممدوح شاهين واللواء محمد العصار عضو المجلس العسكرى.
واضاف أنه "تحدث المشير فى البداية، وبدا لنا مهموماً بالأحداث التى تشهدها البلاد وآخرها حادث بورسعيد، وقال (أنا أتابع جلسات مجلس الشعب، وأتابع أيضاً ما ينشر فى وسائل الإعلام المختلفة، وأشعر أن كثيراً من الحقائق غائبة، وأن هناك من يتعامل مع الأحداث بطريقة تدفع إلى إثارة الرأى العام، وأنتم تعرفون أن البلد مستهدف، وأن هناك من يتربص، وأن ما حدث فى بورسعيد هو تأكيد جديد على أن البعض لا يريد أن يترك البلاد تمضى إلى الأمام، بل يحاولون جرنا إلى الخلف، دون مراعاة للمخاطر المحيطة بنا من كل اتجاه)، قائلًا: "تدخل الدكتور سعد الكتاتنى وبعد أن أعرب عن شكره وتقديره لهذه الدعوة، قال: (هناك أمور كثيرة تجرى فى البلاد، نحتاج فيها إلى التواصل ومعرفة التفاصيل ومن بين هذه الأحداث حادث بورسعيد وممارسات الداخلية وبعض ما يثار حول تسليم السلطة).
وقال المشير طنطاوى، بحسب الكاتب، "نحن نعمل فى ظروف بالغة الصعوبة، والبرلمان شريك فى السلطة، ونحن تحملنا طيلة الفترة الماضية أعباء كثيرة، ولكننا مصممون على الوفاء بكافة التزاماتنا، لقد تعهدت أكثر من مرة بأن القوات المسلحة سوف تسلم السلطة فى 30 يونيو المقبل، ورفضنا أية محاولة لتأجيل انتخابات مجلسى الشعب والشورى".
فيما قال الدكتور سعد الكتاتنى: "نحن لدينا ثقة فى المجلس العسكرى وحرصه على نجاح الفترة الانتقالية وتسليم السلطة للرئيس المنتخب، وموقفكم فى الانتخابات البرلمانية يحسب لكم، فقد كان موقفكم محايداً ونحن نقدر هذا الموقف والبرلمان بالفعل شريك معكم فى تحمل المسئولية".
نفس الكلام أكده الدكتور عصام العريان، إلا أنه راح يحذر بطريقة دبلوماسية عندما قال "نتمنى أن يتم ضغط الفترة الانتقالية لشهر أو أكثر، لأن استمرار المجلس العسكرى بعد هذه الفترة سيزيد من تأزم الموقف ولذلك نطلب منكم أن تبادروا بضغط هذه الفترة"، وتدخل الفريق سامى عنان وقال: "هذا كلام سيحدث ارتباكاً كبيراً، لقد وعد المشير بتسليم السلطة فى الثلاثين من يونيو كحد أقصى، فلا يجب القفز على هذه المواعيد خصوصاً أنك تعلم يا دكتور عصام أن أحداً فينا لا يرغب فى الاستمرار ولا يسعى إلى السلطة".
وعلق المشير طنطاوى على هذا الاقتراح بالقول "لقد التزمنا أمام الشعب بالمواعيد المعلنة، ونحن أكدنا التزامنا أكثر من مرة، ولن يزايد علينا أحد فى ذلك"، وقال الدكتور سعد الكتاتنى: "نحن نثق فى ذلك، وقد عبرنا فى أكثر من مرة عن ثقتنا فى التزام المجلس الأعلى بالمواعيد المحددة، وهذا هو رأى الأغلبية، ولكن كما تعرفون دائماً الأقلية يكون لها رأى آخر، لقد وجهوا الدعوة للعصيان المدنى فى البلاد، بادعاء ضرورة تسليم السلطة، ونحن كأغلبية رفضنا هذه الدعوة، ولذلك كان مصيرها الفشل".
وقال المشير طنطاوى: "لو كنا نريد غير ما وعدنا به لفعلنا ذلك، ولكن القوات المسلحة تعرف أن مهمتها الأساسية هى حماية الأمن القومى للبلاد، ولذلك نحن نعرف طريقنا جيداً، وهناك استياء كبير داخل القوات المسلحة من لغة الإساءة والتطاول، التى تستهدف جرنا إلى الصدام، وقد بذلت جهوداً كبيرة فى تهدئة مشاعر الضباط والجنود الذين تحملوا الكثير من التطاول الذى وصل إلى حد الإهانات ولكن هذا قدرنا، أن نتحمل كل شىء بصبر وهدوء من أجل مصلحة مصر، نحن نعرف مهمتنا جيداً، ونعرف كيف نصبر وكيف نتعامل مع هذه الأحداث التى نعيشها منذ ثورة 25 يناير، ولكننا على ثقة بأنها أحداث طارئة".