الدعوة السلفية تبدأ مراجعات فكرية للرد على شبهات «الإخوان وداعش»
بدأ الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، كتابة مراجعات فكرية على موقع الدعوة السلفية «أنا السلفى» لمواجهة أفكار تنظيمى الإخوان، وداعش، والتكفيريين بشكل عام، تحت مسمى «فى مواجهة الفتن»، من خلال الرد على شبهات التكفير والقتل.
وقال «برهامى»، فى بيان على الموقع، إن من أخطر الفتن داخل الصف الإسلامى، فتنة المناهج المنحرفة المتعلقة بالغلو، خصوصاً الغلو فى التكفير بدرجاته المختلفة، فمنهم مَن يُكَفِّر المجتمع ككل، ومنهم مَن يتوقف فى شأن عامة المسلمين أو بعضهم، فلا يحكم لهم بإسلام ولا بكفر، ومِن الآثار المترتبة على وجود هؤلاء بين أفراد الصحوة، أن نجد عند بعض مَن ليس له حظٌّ مِن العلم، جرأة عجيبة وتسرعاً واضحاً فى مسائل تحتاج إلى علماء مجتهدين ومجالس قضاء ليقرروا (أكفر فلان أم لم يكفر؟ وهل أقيمت عليه الحجة أم لا؟ وهل استوفى شروط التكفير أم لا؟) كل هذه مِن مسائل الاجتهاد الكبرى، التى لا ينبغى لطلاب العلم الخوض فيها، وإنما يتكلم فيها العلماء الراسخون.
وأضاف «برهامى» أن خطورة هذه الفتنة أنها تدخل على الشباب الملتزمين من باب الحرص على الدين، والغيرة على محارم الله، والجرأة فى الحق، وأنه لا يتهاون فيه أبداً، وهذا خطر عظيم، ولذلك نُحَذِّر إخواننا من هذه الفتنة ومن هذه المناهج، لأن بعض أتباع هذه المناهج يُلقون بالشبهات على الإخوة والأخوات، وهم للأسف لا يستطيعون الرد الصحيح عليها، لعدم التعلم الذى ذكرناه فى فتنة محدودية الالتزام، وقد حذر النبى (صلى الله عليه وسلم) من فتنة الغلو عامة، ومن فتنة التكفير خاصة.
وتابع: «حذر النبى فى أحاديث كثيرة من التكفير، فقال صلى الله عليه وسلم «مَن رمى مسلماً بكفر فهو كقتله»، فقد تواترت الأحاديث بذم الخوارج، فمنها: وصفهم بأنهم كلاب النار؛ فقال رسول الله «إن الخوارج كلاب النار، ويقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، وأنهم مع كثرة قراءتهم وعبادتهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، وأنهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، وأخبرنا أنه لو أدركهم لقتلهم مثل عاد وإرم، وأن الفئة التى تقاتل الخوارج هى أَوْلى الفئتين بالحق، ولعلاج هذه الفتن لا بد من التمسُّك بمنهج أهل السنة والجماعة بطريقة السلف (رضى الله عنهم)، ومدارسته مسألة مسألة، لنتعرف على معالم هذا الطريق الذى تسفى عليه رياح الفتن، فيلتبس على كثير مِن الناس».
وأشار «برهامى» إلى أن مصطلح (أهل السنة والجماعة) يتسمى به أناس ليسوا منه فى شىء، قائلاً: «نخشى أن يأتى علينا زمان يتسمَّى فيه أناس باسم السلفية وهم ليسوا من السلفية فى شىء، والعلاج الوحيد والوقاية الحقيقية من ذلك هو عدم الاكتفاء بمجرد الانتماء الإجمالى لاسم السلفية، بل لا بد من تعلم تفاصيل هذا المنهج والتحقق به فى كل جانب من جوانب الحياة، فما أيسر أن نتعلم معالم هذا المنهج، لأنه من الذكر، والله سبحانه وتعالى يقول: (ولقد تركناها آية فهل من مدكر)، والسنة هى بيان القرآن، وهى أيضاً ميسرة، فلو تدارسنا مختصراً من المختصرات فى العقيدة المبنية على الكتاب والسنة، مع نية خالصة ومتابعة صادقة لأهل العلم فإنه يكفى فى حماية الأخ من المناهج المنحرفة».
«برهامى»: علاج فتن الخوارج يحتاج إلى التمسُّك بمنهج أهل السنة والجماعة على طريقة السلف