رمضان في الجزائر.. "نفخ البوق" لإعلان الفطر و"الحريرة" الأكلة المفضلة
تتنوع مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم في كل دولة من الدولة الإسلامية عن الآخرى، فهي وإن كانت دول جمعها الإسلام إلا أنها تظل مختلفة عن بعضها في عاداتها ليبقي لكل منها أسلوبًا له رونقه الخاص في الاحتفال بشهر رمضان.
المسلمون في الجزائر يستعدون لـ"رمضان" من قبل دخول الشهر الفضيل في تنظيف المساجد والبيوت وتزيين الشوارع وتحضير بعض الأطعمة الرمضانية الخاصة كـ"الشوربة"، وتبدأ محلات بيع الحلويات في الظهور خاصة الزلابية.
مع ثبوت رؤية الهلال يتم الإعلان عن دخول شهر رمضان عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، كما يعلن أئمة المساجد الخبر بين جموع المصلين ليلة الرؤية لتبدأ قراءة آيات من القرآن الكريم ويتبع ذلك عدد من الدروس الدينية المتعلقة بهذه المناسبة مع إلقاء التواشيح أو الأناشيد الدينية.
نظرًا لاتساع مساحة دولة الجزائر والتي تعد أكبر بلد عربي وإفريقي من حيث المساحة والتباعد الشديد ما بين أطرافها، لم يعد الآذان على مآذن المساجد يكفي لإعلام الصائمين بدخول المغرب، لذلك لجأ الجزائريون إلى ابتكار عدد من الوسائل للإعلان عن صلاة المغرب وانتهاء فترة الصوم ومنها النفخ في "بوق" باتجاه التجمعات السكنية في القرى والمحافظات، وفي حالة وجود مبنى مرتفع، يصعد أحد الأهالي عليه ليؤذن للصلاة.
من الوسائل المستخدمة أيضًا الاعتماد على الرؤية البصرية للغروب من خلال متابعة قرص الشمس، ويكثر ذلك في القرى النائية والبعيدة، كما يعتمدون كذلك في تحري وقت الغروب على آلة تحدث صوت يشبه النفير، وتسمى "لاسيران"، إضافة إلى وضع مصابيح خضراء فوق المنارات لتعلن عن وقت الغروب.
أما عن المائدة الرمضانية الجزائرية، يبدأ الجزائريون إفطارهم على التمر أو الحليب ثم يتناولون بعد ذلك "الحريرة" وهي مكونة من دقيق الشعير، ويعتمد الطبق الرئيسي في الجزائر على الخضار واللحم، ويتم مزج أي نوع من أنواع الخضار بمرق اللحم، وتلك الوجبة لا يتم تناولها إلا بعد صلاة العشاء والتراويح ويعقبها الشاي أو القهوة التركية.
ومن أشهر الأكلات الرمضانية التي يقبل عليها الجزائريون "الشوربة بالمعكرونة" وهي عبارة عن معكرونة يضاف إليها اللحم والخضر، و"البربوشة" وهو طبق الكسكسي بدون مرق، إضافة إلى "الشخشوخة" و"البربوش" وهو الخبز الطري المشبع بالسمن.
كما لا تخلو المائدة الجزائرية خاصة في اليوم الأول من "الطاجين" ويصنع من البرقوق المجفف مضاف إلى اللحم أو الدجاج مع الزبيب واللوز والقليل من السكر، وفيما يتعلق بالحلويات، هناك العديد من أشكال الحلوى بالجزائر من أشهرها "قلب اللوز"، و"الزلابية"، و"المقروط" وهو السميد الذي يكون به تمر.
ومن العادات المحببة للجزائريين في سحورهم تناول طعام "المسفوف" وهو الكسكسي المجفف مع الزبيب واللبن، كما يحرصون طوال الشهر الفضيل علي سماع القرآن الكريم خاصة بصوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد وأداء صلاة التراويح وختم المصحف الشريف والذي عادة ما يتم في ليلة السابع والعشرين من رمضان.