بروفايل| منى أبو النصر.. رائدة "الكارتون" في مصر
على مدار عمرها الفني تركت ميراثا وأثرا كبيرا لا يقدر بثمن، استطاعت من خلاله أن تخلد اسمها كواحدة من أعظم الفنانين الموهبيين، الذين جمعوا بين العلم والموهبة، لتمكنها بأعمالها من أسر قلوب ملايين الأطفال والكبار، امتلكت قدرات كبيرة وفريدة في تحريك الرسوم، بداية من أشهر أعمالها "بكار"، الذي سجلت من خلاله حياة أهل النوبة، مرورا بمسلسل "رحلة السندباد البحري"، ومسلسل "كاني ماني" الذي جمعت فيه بين الكارتون والأطفال، وغيرها العديد من الأعمال الفنية التي جعلتها رمزا من رموز شهر رمضان، بأعمالها الفنية التي طالما كانت تجمع الجميع حولها صغارا وكبارا.
الدكتورة منى أبو النصر، التي ولدت في 3 نوفمبر عام 1952 في محافظة الإسكندرية، ثم انتقلت بعدها لتدرس بكلية الفنون الجميلة في جامعة حلوان، وبعدها سافرت إلى ولاية كاليفورنيا الأمريكية ونالت الماجستير من هناك، في تصميم وإخراج مطبوعات الطفل، عام 1985، وحصدت الدكتوراة في الرسوم المتحركة عام 1988، عن فيلمها "المنتصر" الذي يصور صراع الإنسان في الحياة وارتباطه بالأرض، وحصل هذا الفيلم على 3 جوائز ذهبية من مهرجان موسكو، الأول لسينما الأطفال والشباب عام1989، وجائزة مسابقة السينما القومية الأمريكية، والتي يتقدم لها الفنانون الذين درسوا هناك، وهي العربية الوحيدة التي حصلت عليها، ثم جائزة مهرجان شيكاغو في دورته الأوليى، وأيضا جائزة مهرجان صفاقس السينمائي الدولي بتونس.
حياتها التي طالما ملأتها بالعلم والشهادات العلمية، التي مزجته مع التطبيق العملي لما درسته، وتفوقت فيه، هذا الأمر الذي أهلها لتشغل العديد من المناصب، فكانت بدايتها كمعيدة بكلية الفنون عام 1970، ثم مدرس بنفس الجامعة عام 1988، ثم أستاذ مساعد عام 1992، لكن بداية نبوغها وتفوقها ظهرت عليها منذ أن كانت في الثالثة عشر من عمرها، حين حصلت في هذا السن المبكرة على جائزتها الأولى، في المسابقة العالمية لرسم الأطفال في إيطاليا عام 1965، عن عمل تحت عنوان "القط الأسود"، كما حصلت على المركز الأول مرتين في المسابقة القومية لرسوم الشباب عام 1971، و1973، حينما كانت تدرس بكلية الفنون.
أنشأت أبو النصر شركتها الخاصة في إنتاج وتحريك الرسوم، نظرا لعدم وجود ميزانية كافية لدى وزارة الثقافة، وأفنت حياتها في هذا المجال، وقدمت العديد من الدراسات والأبحاث، حتى أصيبت بالسرطان، الذي كان السبب في وفاتها ورحيلها عن عالمنا في يوم 13 سبتمبر 2003.