كيف رأت وسائل الإعلام والصحف الإيرانية انتخابات البرلمان التركي؟
تابعت الصحف ووسائل الإعلام الإيرانية، انتخابات البرلمان التركي باهتمام بالغ، في الوقت الذي تستعر الحرب بالوكالة بين البلدين، فمن جهة تدعم تركيا المعارضة السورية بالعتاد والسلاح، في حين تقف إيران بكل قوة مع النظام السوري، بجانب الدعم المقدم من جانبها إلى مليشيات حزب الله التي تحارب أيضاً في صف بشار الأسد.
ومن هذه الزاوية تناولت الصحف الإيرانية، خسارة حزب العدالة والتنمية للأغلبية في البرلمان، حيث ترى إيران أن سياسة تركيا القائمة على التدخل في شؤون الدول المحيطة هي السبب الرئيسي في خسارة الشعب الحاكم لشعبيته.
وتحت عنوان "دعوات لانتخابات مبكرة بعد نكسة حزب أردوغان"، قالت قناة "العالم" الإيرانية، أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا تلقى نكسة كبيرة؛ وسط دعوات لانتخابات مبكرة، في وقت هبطت بورصة إسطنبول عند الافتتاح بينما تراجعت الليرة التركية إزاء الدولار واليورو غداة الانتخابات التشريعية.
وأضافت "العالم"، أن نتائج الانتخابات البرلمانية التركية أصابت رئيس حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية" بنكسة كبيرة حيث خسر الأغلبية البرلمانية المطلقة، وهو ما يقوض آماله بتعزيز سلطته الأحادية، وبهذه الخسارة لم يعد قادرًا على التفرد بالحكم، فيما برزت دعوات لانتخابات مبكرة.
في حين قالت صحيفة "كيهان" الإيرانية، تحت عنوان "تركيا.. أحلام أردوغان السلطانية تذهب أدراج الرياح"، إن حزب الشعوب الديمقراطي، الكردي، حقق في الانتخابات البرلمانية التركية إنجازًا سمح له الدخول إلى البرلمان للمرة الأولى، الأمر الذي حرم حزب العدالة والتنمية من تحقيق الأغلبية البرلمانية التي تسمح له بتشكيل الحكومة منفردًا، الأمر الذي يعني بالضرورة ضياع أحلام أردوغان السلطوية أدراج الرياح.
وتحت عنوان "الانتخابات البرلمانية وتأثيرها على السياسات التركية"، قالت صحيفة "مشرق" الإيرانية، إن الانتخابات البرلمانية التركية ستوفر أرضية جديدة لتغيير المعادلات السياسية والداخلية في تركيا، حيث تعتبر هذه الانتخابات هي نهاية انتفاع الحزب الحاكم للبلاد، كما تعتبر نسبة انخفاض التصويت للحزب الحاكم والتي بلغت 40% من إجمالي التصويت، دليل على انخفاض شعبية الحزب، الأمر الذي مهد الطريق لدخول الأحزاب المعارضة إلى البرلمان.
وقال موقع "ألف" الإيراني، تحت عنوان "انتهاء حكم 13 سنة لحزب العدالة والتنمية"، إن النتائج انتخابات البرلمان التركية، تشير إلى عودة تركيا مرة أخرى إلى عصر الحكومات الائتلافية.
ويضيف "ألف"، أن خبراء الشأن التركي، يقولون إن خسارة الحزب تعود إلى انخفاض شعبية حزب "العدالة والتنمية" بسبب الأزمات الداخلية والاقتصادية والسياسات الداخلية والخارجية الخاطئة، بالإضافة إلى التدخل التركي في شؤون الدول المحيطة، ومحاولات إحياء الخلافة العثمانية التي تسببت في وقوع توترات ومشاكل بين تركيا وحلفائها الغربيين في الماضي، بالإضافة إلى قضية الأكراد والعلويين ودعم الجماعات المتطرفة.
وفي هذا الإطار أيضًا قالت وكالة "فارس" الإيرانية، تحت عنوان "انتخابات تركيا.. انتكاسة لأردوغان وحزبه وإنجاز كردي"، إنه في الوقت الذي يعتبر فيه حزب الشعوب الديمقراطي هو الفائز الأكبر في الانتخابات، فإن أردوغان ومن دون شك هو الخاسر الأكبر الذي كان يطمح بعد أن انتخب رئيسا للدولة في أغسطس الماضي بأن يغير الدستور وإنشاء رئاسة أقوى على النظام الأمريكي.
وتضيف "فارس"، أنه بعد أن حكم البلاد رئيسًا للوزراء على مدى 11 عامًا بقبضة من حديد وسلم السلطة التنفيذية وحزب العدالة والتنمية بعد انتخابات الرئاسة إلى وزير الخارجية السابق، أحمد داود أوغلو، يجد أردوغان نفسه بعد الانتخابات النيابية بعيدا عن السلطة الحقيقية.