بروفايل | "البرغوثي".. مهندس الانتفاضة الفلسطينية وعقلها المدبر
مروان البرغوثي، مهندس الانتفاضة وعقلها المدبر الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم، قائد الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 والتي دفع ثمن نضاله فيها 7 سنوات من عمره قضاهم في السجن بعد إلقاء السلطات الإسرائيلية القبض عليه وترحيله إلى الأردن، لم تكسر أسوار السجن وظلمته شوكته ولكنها قوته ليعود ثانية إلى الضفة الغربية عام 1994 بموجب اتفاق أوسلو بعد الإفراج عنه، وفي عام 1996، حصل على مقعد في المجلس التشريعي الفلسطيني.
ينظر الفلسطينيون إلى "مروان البرغوثي" على أنه رمزًا من رموز المقاومة الشعبية للاحتلال الإسرائيلي، وهو الذي قال عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون "يؤسفني إلقاء القبض عليه حياً، كنت أفضل أن يكون رماداً في جرة".
مروان البرغوثي، الذي ناضل ضد الاحتلال منذ اخشن صوته وعرفت قدمه السير في التظاهرات، اعتقلته السلطات الإسرائيلية في الـ15 من عمره بتهمة التظاهر ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن هنا بدأت رحلة مروان البرغوثي في طريق النضال التي ظلت مستمرة طيلة 30 عامًا لم تطفئهم سنوات الاعتقال المتواصلة ولا المنفى، بل استطاع تجاوز عقوبة إبعاده عن دراسته بسبب سجنه وثابر حتى حصل على شهادة الثانوية العامة داخل السجن، وأضاف إليها تعلمه للغة العبرية ومبادئ اللغة الفرنسية والإنجليزية.
وضعت السلطات الإسرائيلية البرغوثي تحت الإقامة الجبرية، وأصرت على ملاحقته، وواصلت سياسة القبضة الحديدية على فلسطين، ظل البرغوثي ينكب على بناء ووضع لوائح ونظم هذه المنظمة بما في ذلك لجان الشبيبة للعمل الاجتماعي التي انتشرت في جميع القرى والبلدات والمخيمات والمدن.
ولكن كان إصرار إسرائيل في أن تبعده عن الساحة السياسية أقوى من قوة تحمله فأبعدته، لكن روحه المناضلة أبت أن تسكن وظل يعمل إلى جانب القائد أبو جهاد الذي كلّفه بالمسؤولية والمتابعة في تنظيم الأراضي الفلسطينية، وعمل لفترة قصيرة مع أبو جهاد حتى استشهاده، ورافقه في آخر زيارة له إلى ليبيا، حيث تم اغتياله بعد عودته بعدة أيام، وبعد استشهاد أبو الجهاد واصل البرغوثي عمله من منفاه عضوا في اللجنة العليا للانتفاضة التي تشكلت من ممثلي الفصائل خارج الأراضي الفلسطينية، وعمل في اللجنة القيادية لفتح.
تعرض البرغوثي إلى أكثر من محاولة اغتيال ولكنه نجا منها، وكانت إحدى أشهر هذه المحاولات هي إطلاق صواريخ موجهة عليه وعلى مساعديه، كما تم إرسال سيارة ملغومة له خصيصاً.