أباظة والسندريلا والعندليب.. برفان من "الزمن الجميل"
شعار «العودة إلى الزمن الجميل» أصبح حلماً صعب المنال، لكن «لطفى» قرر إعادته من خلال لافتة توسطت دكاناً صغيراً لبيع العطور، فى بدروم عمارة عريقة بغمرة، اللافتة التى تحمل اسم «عطور الزمن الجميل»، ومن ورائها عبير الياسمين المخلوط بالمسك والعنبر، استطاعت أن تحقق الهدف وتجذب بعض الزبائن.
تخطى «أحمد لطفى» الخمسين من عمره، معتقداً أن تقاعده برتبة عقيد بالقوات المسلحة، سيمنحه الفرصة للعودة إلى الزمن الذى اختاره اسماً لمحله المفعم بتفاصيل الماضى، الجلوس على المقهى، الدندنة على صوت «الست» ساعة عصارى، روى حكايات تاريخه الحربى بين أحفاده، واستعادة ذكرياته عن «مصر الحلوة»، حسب وصفه، لكن كل الخيال الذى شرد ذهنه إليه، لم يجد منه ما هو ملموس على أرض الواقع مكتفياً بقوله: «زمان؟.. ولا يوم من أيام زمان، أيام ما الناس كانوا غير الناس»، بتنهيدة اقتلعت ضلوعه تحسر على «اللمة الحلوة» التى فرقها «الواتس أب» و«الفيس بوك» وغيرهما من وسائل التكنولوجيا الحديثة أو الأحداث السياسية التى حولت جيلاً كاملاً إلى التفكير بعدوانية وتطرف.
عقب ثورة يناير، قرر «لطفى» أن يغير اسم دكانه الذى لم يتخط المترين من «سلطان العطور» إلى «الزمن الجميل»، حنيناً للماضى، وارتباطاً بالماضى أيضاً قرر أن يطلق أسماء مشاهير الزمن الجميل على روائحه، فتجد عطر «أسمهان»، الذى يجمع بين أجود عطور باريس، أو الروائح الخفيفة المنعشة التى يطلق عليها مجموعة «سعاد حسنى»، فضلاً عن عطور الرجال، أبرزها عطر «رشدى أباظة» الجذاب، وعطر «العندليب» الهادئ، الذى يناسب الشخصيات الرومانسية. طريقة يعزى بها الرجل الخمسينى نفسه، ويحاول من خلالها استرجاع شىء من «ريحة اللى فات»، فيقول: «لازم كل واحد يبدأ بنفسه عشان البلد يكون أحسن، ونواجه الثقافات الدخيلة علينا، اللى شوهت كل حاجة حلوة».