بالفيديو| معاق يلمع أحذية وعنده "فيس بوك".. يحلم بـ"محل ومكنة"
أمام قهوة بلدي بمنطقة شعبية هي "طالبية فيصل" اختارها مقرا له منذ ما يقرب من 22 عامًا بعدما ولد مصابا بشلل الأطفال، أمام صندوق تلميع أحذية رجل أربعيني لا تظهر عليه علامات التعب أو الهم، الشعر الأسود والملامح الشبابية وملابس العمل البسيطة الهادئة التفاصيل أبرز ما يميز شكله العام، في وقت فراغه تجده ممسكا بجريدة يومية لمطالعة الأخبار أو متابعة صفحته الشخصية على "فيس بوك"، الرجل الأربعيني المفعم بالأمل والحيوية المحب لعمله يأتي يوميا الساعة 12 ظهرا حتى الحادية 11 مساءا ولا يمنعه عن عمله إلا الشديد القوي، إنه "إبراهيم سيدح محمد" الشهير بـ"إبراهيم خشبة" الذي تحدى إعاقته بصندوق تلميع الأحذية.
"الحمد لله بتمشي لما بيكون فيه أزمات وربنا بييسر لنا ولاد الحلال"، كان ذلك رده عن الأزمات التي مرت به سواء الخاصة بالكهرباء أو الغاز أو غلاء الأسعار، موضحا أنه يتحمل نفقاته هو وأولاده البنين الثلاثة ذات الأعمار المختلفة فالأصغر يدرس في الحضانة والأوسط يدرس في المرحلة الابتدائية والأكبر في المرحلة الإعدادية حيث يقيم الرجل وأولاده في شقة إيجار غرفتين وصالة ومطبخ وحمام بمنطقة "الطوابق" في فيصل.
"بقبض 100 جنيه من شركة قطاع خاص ومستحمل علشان التأمين وحلمي محل فيه حتتين مكن علشان الستر وأنا بكرة قاعد على الرصيف ومش عارف بكرة قاعد وإلا مش قاعد"، يخشى "خشبة" على أولاده من مستقبل لا يملك ملامحه حتى يوضحها لهم ويؤمنهم ولو حتى نفسيا من غدر الزمان لذلك يتمنى أن يمتلك "محل صغير" وبه ماكينة ليعمل بها في مجال الأحذية، وكانت هذه أمنيته التي لو تحققت فتصبح بعد الله عز وجل سنده والقدم الأخرى التي أفقدتها إياه الإعاقة.
يوصف الرجل طريقة تعامل البلدية معه، فتارة يراعون ظروفه وتارة أخرى لا يعبأون بذلك وكأنه مكلف بدور مسرحي أو درامي يؤديه أمامهم وسرعان ما تغادر هذه الإعاقة المصطنعة بعد انتهاء الدور المكلف به الرجل، "أنا مواليد شبرا بالقاهرة وتنقلت ما بين أماكن متعددة لكني صعيدي في الأصل"، نشأته كانت في ريف القليوبية وتنقل بحكم الظروف بعدما عانت الأسرة بسبب تعدد الأخوة وقلة الدخل فراح يصول ويجول بين أماكن متعددة ليستقر في النهاية بفيصل بعد زواجه.
"أنا حاصل على شهادة محو الأمية وعندي صفحة على الفيس بوك"، لم تمنعه الإعاقة من أن يتعلم ليحصل على شهادة محو الأمية ويندمج في المجتمع ليصبح لديه الكثير من الأصدقاء المثقفين والمتعلمين ويستفيد منهم الكثير والكثير في أمور الحياة، وعن اسم الشهرة "خشبة"، رد قائلا: كنت شغال مع الفنان أحمد بدير في الإسكندرية في التسعينيات وهوة اللي سماني بالاسم دا ومن ساعتها وأنا اسمي إبراهيم خشبة".