حسابات وهمية على "فيسبوك".. حيلة "داعش" لاصطياد الصحفيين وذبحهم
كشف المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، أن تنظيم "داعش" لجأ لحيلة جديدة لاصطياد معارضيه في الداخل السوري والعراقي، خاصة في الرقة السورية ونينوي العراقية، عن طريق فتح حسابات وهمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، توهم المستخدمين بأنها موجهة ضد تنظيم "داعش" يتم من خلالها تحديد أماكن هؤلاء والقبض عليهم بعد ذلك.
وذكر التقرير، أن تنظيم "داعش" عمل في العراق على إصدار منشورات رسمية تحمل ختم التنظيم وتوزيعها على مقاتليه لحثهم على استهداف جميع الصحفيين الذين يقدمون على الإساءة للتنظيم لصالح الحكومة العراقية بالقتل، ومصادرة معداتهم، في حين تشير بعض التقارير الصحفية الراصدة لتطورات الوضع في المدن المحاصرة من قبل التنظيم في العراق، إلى أن قادة التنظيم يكافئون المقاتلين على خطف المراسلين والصحفيين الأجانب.
وأوضح التقرير أن محافظة الرقة تقع ضمن أسوء المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" في سوريا، إذ تعد مركزًا لممارسة الاحتجاز والتعذيب للصحفيين السوريين والأجانب على حد سواء، لافتة إلى أن حادث نقل سبعة صحفيين عراقيين معتقلين لدى التنظيم من مدينة الموصل العراقية إلى مدينة الرقة السورية، مؤشر قوي على ذلك.
وطبقًا لتقارير المرصد العراقي للحريات الصحفية، فإن العشرات من حالات القتل والاعتداء التي نفذها تنظيم "داعش" ضد الصحفيين في العراق، بداية من 3 مايو 2014 ولمدة عام، تجعل التنظيم في مقدمة قائمة منتهكي حرية الصحافة في العراق، وشاركته في ذلك منظمات وجماعات عرقية ودينية لعبت دورًا مشابهًا في إرهاب الصحفيين.
وأشار التقرير إلى أن سيطرة "داعش" على مدينة مثل الموصل تسببت في هجرة الصحفيين من المدينة بنسبة تتراوح بين 60% و70% من الصحفيين العاملين فيها، فيما يمكث الباقون منهم في منازلهم دون عمل إما بدافع الخوف أو بسبب تهديد التنظيم، خاصة بعد قيام الأخير بذبح مصور لقناة "سما صلاح الدين" في 11 أكتوبر 2014 أمام الملأ في قرية سمرة بمحافظة صلاح الدين.
أما ليبيا، ونظرًا للسيطرة الحديثة نسبيًا لتنظيم "داعش" على عدد من المدن في شرق البلاد، أفاد المركز الإقليمي بأن استهداف التنظيم للجماعة الإعلامية والصحفية يظل حتى الآن محصورًا في عمليات عدة للاحتجاز والاختطاف، وعمليتي قتل أعلن عن إحداهما التنظيم.
ونشر فرع التنظيم بمنطقة برقة الليبية، في 8 يناير 2015، على مواقع التواصل الاجتماعي، خبرًا مصورًا عن إعدام صحفيين تونسيين محتجزين لديه منذ أشهر، وأشار القائد في الجيش الليبي فرج البرعصي إلى العثور على جثث 5 صحفيين ليبيين يعملون لحساب محطة تلفزيونية شرق البلاد قتلهم عناصر التنظيم خلال مرورهم بمدينة درنة معقل التنظيم.