الإرهاب يضرب السعودية من جديد: مقتل 4 فى انفجار سيارة أمام مسجد شيعى
أعلنت وزارة الداخلية السعودية، أمس، مقتل 4 أشخاص على الأقل، بينهم انتحارى، إثر انفجار سيارة مفخخة أمام مسجد الإمام الحسين بمنطقة «العنود» بمدينة «الدمام» فى المنطقة الشرقية بالسعودية، مشيرة إلى أنها أحبطت هجوماً أكبر استهدف المسجد الشيعى. وقالت وزارة الداخلية السعودية، فى بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إن «الجهات الأمنية تمكنت من إحباط محاولة تنفيذ جريمة إرهابية لاستهداف المصلين بجامع العنود بمدينة الدمام، وذلك أثناء أدائهم لصلاة الجمعة».
وأوضحت الشرطة السعودية أن «رجال الأمن تمكنوا من الاشتباه بسيارة عند توجهها لمواقف السيارات المجاورة للمسجد، وعند توجههم إليها وقع انفجار فى السيارة نتج عنه مقتل 4 أشخاص يعتقد أن أحدهم على الأقل كان قائد السيارة، واشتعال نيران فى عدد من السيارات». وأوضحت الداخلية السعودية أن نتائج التحقيقات الأولية أكدت أن الانفجار تزامن مع توقف السيارة المشتبه بها، وكان ناتجاً عن قيام شخص متنكر بزى نسائى بتفجير نفسه بحزام ناسف عند بوابة المسجد أثناء توجه رجال الأمن للتثبت منه.
من جانبه، تبنى تنظيم «داعش» الإرهابى، فى بيان أمس، الهجوم الانتحارى فى الدمام. وقال البيان الذى نشره الجهاديون على «تويتر»، إن «انفجار السيارة نفذه جندى الخلافة أبوجندل الجزراوى». وأضاف البيان أن «الانتحارى تمكن من الوصول للهدف رغم تشديد الحماية»، فيما قالت شاهدة تدعى «نسيمة» لوكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس»، إن «الهجوم نفذه انتحارى قام بتفجير نفسه حين اقترب متطوعون أمنيون منه فى محاولة لمنعه من دخول الجانب المخصص للنساء فى هذا المسجد الشيعى الوحيد فى الدمام».
ودشن ناشطون سعوديون عبر مواقع التواصل الاجتماعى هاشتاج «الشهيد عبدالجليل الأربش» يتناولون فيه بطولة هذا الحارس الذى ضحى بنفسه من أجل إنقاذ مئات المصلين. وكانت السعودية شهدت الجمعة الماضى هجوماً انتحارياً دامياً استهدف مسجداً للأقلية الشيعية فى بلدة القديح بمحافظة القطيف شرق المملكة، وأدى إلى مقتل 21 شخصاً، بينهم طفلان، وإصابة 81 بجروح. وشارك عشرات الآلاف، الأحد الماضى، فى تشييع ضحايا الهجوم، الذى اعتبرته السلطات فى المملكة محاولة من قبَل المتطرفين لإشعال الفتنة.[FirstQuote]
من جانبهم، اتفق عدد من الخبراء والمحللين السياسيين العرب على أن إيران هى المستفيد الأول من وقوع الأحداث الإرهابية فى المناطق الشيعية فى السعودية؛ بهدف إثارة الفتنة ونقل المعارك التى تدور فى المنطقة إلى داخل الأراضى السعودية، من خلال التفجيرات الإرهابية التى وقع آخرها أمس فى محيط مسجد يرتاده الشيعة فى منطقة الدمام، بعد تفجير آخر بمسجد شيعى فى القطيف الجمعة الماضى.
من جانبه، أعرب عفيفى عبدالوهاب، السفير المصرى لدى السعودية، عن كامل إدانته، وإدانة مصر لهذا العمل الإرهابى، وأضاف لـ«الوطن»: «أياً كانت أهداف هذا العمل الإرهابى الجبان أو طبيعة المتورط فيه، فنحن ندين مثل هذه الأعمال التى لا تمت بصلة للشرائع السماوية ولا القيم الإنسانية، والدين براء من هذه الأعمال».
وأوضح السفير أن زيارة وزير الخارجية السعودى لمصر قريباً تكتسب أهمية خاصة، وهى طبيعية فى ضوء التشاور المستمر بين البلدين بصدد كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك سواء فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أو التطورات الجارية فى المنطقة.
وعن تفاصيل الحادث، قال الكاتب السعودى جاسر عبدالعزيز الجاسر إن المسجد المستهدف «يرتاده إخواننا الشيعة، وقبل اقتراب السيارة من محيط المسجد أوقفتها الشرطة، ووجد فيها أحد الإرهابيين وهو يرتدى حزاماً ناسفاً، وعند اقترابه من المسجد فجر نفسه، ما أوقع خسائر فى السيارات واستشهاد 3 أشخاص وآخر يعتقد أنه الإرهابى منفذ الحادث». وأضاف «الجاسر» لـ«الوطن»: «إذا ربطنا هذه التفجيرات بالتهديدات التى أطلقها حسن نصر الله وبعض الطائفيين، سنجد أنها تنفيذ لتلك التهديدات، ولكن المواطنين فى المملكة واجهوا هذه الأحداث، ويحافظون على الوحدة الوطنية، سواء كانوا سنة أو شيعة، فهم يتماسكون بقوة لمواجهة كل المؤامرات التى تستهدف وحدة الشعب السعودى».
واعتبر الكاتب السعودى أن هناك ارتباطاً كبيراً بين الجماعات الإرهابية ونظام «الملالى» فى إيران، وهؤلاء يتحركون بـ«الريموت كنترول» من طهران، وبتوجيهات قاسم سليمانى، زعيم فيلق القدس، الذى أعلن أنه سينقل المعارك إلى داخل الأراضى السعودية، ولا شك أن المملكة العربية السعودية مستهدفة من إيران لأنها هى الدولة التى تتصدى للتمدد الإيرانى، ونحن متأكدون من أن هناك أيادى إيرانية، وسبق أن أعلن الناطق باسم الداخلية السعودية بوجود شبهات حول أن المواد المستخدمة فى التفجير الأول قادمة من إيران.
وتساءل الكاتب البحرينى طارق العامر، قائلاً: «لماذا ظهرت هذه العمليات وتكررت فى هذا الوقت تحديداً، رغم أن الشيعة فى السعودية يعيشون فى سلام منذ قرون»، وتابع: «هذه الهجمات الإرهابية جاءت فى الوقت الذى تقوم فيه السعودية بحرب ضد التمدد الإيرانى»، مؤكداً أن هناك أيادى إيرانية متورطة فى تلك العمليات، وأضاف لـ«الوطن»: من المستفيد من ذلك سوى إيران، والتنظيمات الإرهابية التى أعلنت عن مسئوليتها ليست منقطعة الصلة بطهران، فتنظيم «داعش» تربى فى ظل النظام السورى البعثى، المدعوم إيرانياً، وتم تدريبهم فى سوريا على يد خبراء إيرانيين، وهذا الكلام تحدث عنه رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكية السابق.