أخطر تقرير عن "تجارة الموت" فى اليوم العالمى لمكافحة التدخين
يحتفل عدد كبير من سكان العالم فى الحادى والثلاثين من شهر مايو فى كل عام باليوم العالمى لمكافحة التدخين، لتشجيع المدخنين على الامتناع عن استهلاك جميع أشكال التبغ مدة أربع وعشرين ساعة فى جميع أنحاء العالم، كما يسعى المحتفلون بهذا اليوم بشكل أكبر، لجذب الاهتمام العالمى حول السيطرة بشكل واسع على استخدام التبغ، بعد التأثيرات الصحية الخطيرة التى يحدثها فى المدخنين، وتنشر «الوطن» النسخة الخامسة من «أطلس التبغ» 2015 وهو من إعداد مايكل إريكسن، وجوديث ماكاى، ونيل شلوجر وفرهد إسلامى جوميشتابيه وجيفرى دروب.
وحذر التقرير من وفاة مليار شخص فى القرن الـ21 إذا استمرت أنماط التدخين بأنماطها الحالية، وأوضح أن سرطان الرئة الناتج عن التدخين يتسبب فى وفاة 1٫4 مليون شخص حول العالم، كما تم تدخين أكثر من 5٫8 تريليون سيجارة فى جميع دول العالم عام 2014، وأن التعرض للتدخين السلبى قتل أكثر من 600 ألف شخص من غير المدخنين فى عام 2010، وأن تدخين أقل من 4 سجائر فى اليوم، يرفع خطر الإصابة بسرطان الرئة 5 أضعاف، وكشف أيضاً أن دخان السجائر يقتل نصف المدخنين الدائمين، لأنه يحتوى على آلاف المواد الكيميائية السامّة و69 مادة مسرطنة، وأنه يتسبب فى الإصابة بأمراض السل والسرطان وأمراض القلب.
ويشير التقرير فى بدايته إلى أن الضرر الناتج عن تعاطى التبغ ليس مقصوراً على سرطان الرئة وأمراض القلب وانتفاخ الرئة فحسب، بل يؤدى تعاطى التبغ إلى تفاقم غير ذلك من الأمراض غير المعدية والأمراض العقلية ومشاكل تعاطى المخدرات، فضلاً عن إضراره بالبيئة وتقويضه للتنمية البشرية، فأعقاب السجائر هى أكثر النفايات الملقاة فى الشوارع فى العالم، وتشير التقديرات إلى أن 1.69 مليار باوند من الأعقاب ينتهى بها الأمر لتصبح مخلفات سامة، أى ما يعادل تقريباً وزن 177٫895 فيلاً أفريقياً مهدداً بالانقراض، وتزداد احتمالية تدخين من يعانون من مرض عقلى بحوالى ضعف احتمالية غيرهم من الأشخاص، وعلى مستوى العالم، تسبب تعاطى التبغ فى قتل 100 مليون شخص فى القرن الـ20، وذلك أكثر بكثير من كافة الوفيات التى وقعت فى الحربين العالميتين الأولى والثانية مجتمعتين، كما ستبلغ الوفيات المرتبطة بالتبغ حوالى واحد مليار فى القرن الـ21 إذا استمرت أنماط التدخين الحالية كما هى.
وكشف التقرير عن أن تعاطى التبغ أهم عوامل التعرض للموت المبكر بين الرجال، وثانى أهم عامل بين النساء بعد ضغط الدم المرتفع، فى 2010 إلى 2025، كما أن سرطان الرئة هو المسبب الرئيسى للوفيات الناتجة عن السرطان فى أنحاء العالم، متسبباً فى قتل ما يقرب من 1.4 مليون شخص فى العالم فى 2008، حيث تعود 80% على الأقل من وفيات سرطان الرئة للتدخين بمعظم دول العالم بما فيها قارة أفريقيا، ولا يتسبب تعاطى التبغ فى الإصابة بالأمراض فحسب، لكن مرضى القلب التاجى أو السرطان أو العديد من الأمراض الأخرى الذين يستمرون فى التدخين يكونون معرضين للوفاة بدرجة مرتفعة للغاية، مقارنة بالمرضى الذين يعانون من نفس المرض لكن لم يقوموا بالتدخين قط، أو الذين يقلعون عن التدخين بعد تشخيصهم بالمرض، حتى بالنسبة لهؤلاء الذين يدخنون فى اليوم 10 سجائر أو أقل، فإن متوسط العمر المتوقع لهم يقل بمقدار 5 سنوات ويرتفع خطر إصابتهم بسرطان الرئة حتى 20 ضعفاً أكثر من الذين لم يدخنوا من قبل، أما الذين يقومون بالتدخين أقل من 4 سجائر فى اليوم، فيرتفع خطر إصابتهم بسرطان الرئة 5 أضعاف، وفى الهند، يمثل مرض السل السبب الرئيسى للوفيات الزائدة المرتبطة، فبين الهنود من الرجال من سن 30 إلى 69 نجد أن 38% من وفيات مرض السل راجعة للتدخين، ويتسبب كل من التدخين والتعرض لدخان السجائر، فى ازدياد سماكة جدران الشرايين، وهى مرحلة مبكرة من تصلب الشرايين، الذى قد يبدأ فى سن مبكرة كسن 15 سنة.
يمكن لتدخين التبغ أن يؤثر على خلايا الدماغ بشكل سلبى، فقد أظهرت عدةً دراسات وجود ضمور فى المادة الرمادية فى دماغ المدخنين، مما قد يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالخرف، كذلك فإن الأطفال الذين وُلدوا لأمهات كن يدخن أثناء الحمل يعانون من تغيرات عصبية مماثلة لتلك الموجودة لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة، أما فى الفم والحلق فيؤدى إلى سرطانات الشفاه والفم والحلق والحنجرة والبلعوم، والتهاب الحلق وضعف حاسة التذوق، كما تكون رائحة الفم كريهة، ويؤثر التدخين على الكبد أيضاً ويؤدى إلى سرطان الكبد، ويحتوى دخان التبغ على أكثر من 7000 مادة كيميائية، والمئات منها سُمى ويؤثر بشكل سلبى على كافة الأجهزة الحيوية فى الجسم.[FirstQuote]
ويحذر التقرير من أن هناك ما لا يقل عن 69 مادة مسرطنة فى دخان التبغ، التى قد تتسبب فى العديد من أنواع السرطان، والتدخين يزيد من خطر التعرض للوفاة جراء مرض القلب الإقفارى أكثر من مرتين ونصف، وللوفاة جراء سرطان الرئة ومرض الانسداد الرئوى المزمن 20 مرة، وقامت منظمة الصحة العالمية بتصنيف التبغ غير المدخن بأنه مسبب مُثبَت للإصابة بسرطانات الفم والمرىء والبنكرياس، كما يعرض التبغ غير المدخن إلى جانب النارجيلة والسجائر منخفضة القطران المتعاطين للمواد المسرطنة التى توجد فى دخان السجائر.
ويؤكد التقرير انتشار التدخين السلبى فى أوساط البالغين من سن 15 عاماً، بين من ارتادوا مطاعم خلال الثلاثين يوماً الماضية. واستناداً لمسح تم فى 15 بلداً منخفض ومتوسط الدخل من 2008 إلى 2011، وُجد أن 61% من الناس على استعداد لجعل منازلهم خالية، من التدخين طوعاً، إذا تم حظر التدخين فى أماكن العمل والأماكن العامة، والتعرض للتدخين السلبى يتسبب فى الإصابة بالعديد من الأمراض مثل التدخين العادى، فهو يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 30%، وسرطان الرئة فى الخلايا الصغيرة بنسبة % 300، وبمرض القلب التاجى بنسبة 25%، فالتعرض للتدخين السلبى قتل أكثر من 600000 من غير المدخنين فى عام 2010.
وأشار التقرير إلى أن النيكوتين مادة مسببة للإدمان، بالإضافة إلى كونها سامة للغاية عن طريق الاستنشاق، أو الملامسة بالجلد، أو إذا تم ابتلاعها، يمكن أن يزيد النيكوتين من ضربات القلب وضغط الدم ويسبب الدوار والغثيان وألم المعدة، وقد يزيد استنشاق هذا المنتج من سوء أمراض الجهاز التنفسى القائمة، النيكوتين هو العامل المسبب للإدمان فى السجائر، فالسجائر تقتل ما لا يقل عن نصف مستخدميها المستديمين، وبالرغم من ذلك فإن شركات التبغ تستمر فى البحث عن طرق «أكثر سلامة» أو أقل ضرراً لتقديم النيكوتين للمستهلكين، وبينما الدخان الناتج عن احتراق السجائر هو أكثر جوانب التدخين فتكاً، لا يعنى هذا أن النيكوتين غير خطير، ويؤثر النيكوتين على الجهاز العصبى والقلب، وتتضمن تأثيرات النيكوتين على الجسم ضعف الشهية وتغير المزاج وارتفاع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والشعور بالغثيان والإسهال، كما تتضمن أعراض الانسحاب النهم الشديد والتوتر والاكتئاب والصداع وزيادة الشهية وصعوبة التركيز.
وكشف عن أن حوالى 5.8 تريليون سيجارة تم تدخينها فى أنحاء العالم فى 2014، والانخفاضات الكبيرة فى معدلات التدخين فى المملكة المتحدة وأستراليا والبرازيل والبلدان الأخرى التى تطبق قوانين صارمة على نحو متزايد لمكافحة التبغ، قد تم تعويضها بالاستهلاك المتزايد فى بلد واحد، الصين، حيث تستهلك السوق الصينية حالياً سجائر أكثر من كافة البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل مجتمعة أعلى 10 مستهلكين، وتمثل أفريقيا أكبر المخاطَر من ناحية النمو المستقبلى فى تعاطى التبغ، نظراً للنمو الاقتصادى الحركى الحالى بها والنمو السكانى المستمر، فبدون تطبيق سياسات مناسبة للوقاية فى أرجاء القارة، ستفقد أفريقيا مئات الملايين من الأرواح فى هذا القرن بسبب تدخين التبغ.
وأكد التقرير أن التبغ المنقوع فى العسل الأسود «تبغ الشيشة»، أثار طفرة فى الاستخدام خارج قاعدة المستخدمين الذكور الأكبر سناً للشيشة التقليدية، حيث يبدأ أغلب المدخنين المنتظمين التدخين قبل سن 20 عاماً، وقد يكون للشباب أسباب عديدة لبدء تعاطى التبغ، بما فيها حاجتهم أن يظهروا «رائعين» أو «ناضجين» أو «اجتماعيين»، أو لأنهم يعتقدون أن تعاطى التبغ مفيد فى تخفيف الضغط النفسى أو فى السيطرة على الوزن.
يتم ربط تدخين الشيشة أو النارجيلة بارتفاع خطر الإصابة بسرطانات الرئة والشفاه والفم والمرىء، وحيث إن انتشار النارجيلة هو ظاهرة حديثة، فإن الدراسات واسعة النطاق وعالية الجودة على التأثيرات الصحية طويلة المدى لاستخدام النارجيلة لا تزال قيد التنفيذ، ومع ذلك فإن علماء الصحة يتنبأون بكل ثقة بأن تدخين النارجيلة سيتسبب فى نطاق واسع من المرض والوفيات مماثلاً للأشكال الأخرى من التبغ، انتشر استخدام النارجيلة فيما وراء الشرق الأوسط ويمتزج شيئاً فشيئاً بسوق التبغ العالمية أسماء النارجيلة، ففى عام 2012، قامت شركة تبغ قومية باليابان بشراء شركة النخلة، أكبر مصنع لتبغ النارجيلة فى العالم حينها، وكشف التقرير عن أن أكثر من 300 مليون شخص حول العالم، أغلبهم يعيشون فى جنوب آسيا، يستخدمون منتجات التبغ غير المدخن، وفى أكثر من 12 بلداً، تتعاطى النساء التبغ غير المدخن أكثر من الرجال، مما يعكس المعايير المتباينة فى كل ثقافة تستخدم التبغ غير المدخن، يتسبب التبغ غير المدخن فى الإصابة بسرطانات الرأس والعنق دون أدنى شك، فأكثر من 40 نوعاً من منتجات التبغ غير المدخن حول العالم يتم تناولها من خلال الأنف أو الفم، تحدث سلسلة مستمرة من التفاعلات الكيميائية أثناء تحضير منتجات التبغ غير المدخن بين البكتيريا وأوراق التبغ، ينشأ عنها الديناميكية الكيميائية الميكروبية المعالجة التى تؤثر على المواد المسرطنة، وتؤثر هذه الديناميكية على تركيز نفس الكيماويات المميتة فى التبغ غير المدخن التى تتسبب فى مرض متعاطى التبغ القابل للإشعال.
وأكد التقرير أن 124 بلداً على الأقل من بلدان العالم تقوم بزراعة أوراق التبغ، ففى 2012 تمت زراعة ما يقرب من 7.5 مليون طن من أوراق التبغ على حوالى 4.3 مليون هيكتار من الأراضى الزراعية، وتعتبر الصين رائدة إنتاج التبغ فى العالم.[SecondQuote]
وزراعة التبغ هى عملية معقدة يتخللها استخدام مكثف للمبيدات ومُنظِمات النمو والأسمدة فى البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، التى بها معايير تنظيمية متراخية، بالإضافة إلى أن زراعة التبغ تستحوذ على مساحات أكثر من المحاصيل الغذائية والنقدية الأخرى، كما أنها تستنزف من التربة عناصرها الغذائية.
تقوم الصين بزراعة المزيد من التبغ، وتصنيع المزيد من السجائر، وكذلك استهلاك التبغ أكثر من أى دولة أخرى فى العالم، ولقد أعلنت شركة الصين الوطنية للتبغ أن أرباحها فى عام 2011 كانت 19 مليار دولار أمريكى. وتستفيد الحكومة الصينية مالياً من صناعة وبيع التبغ، وكذلك من الضرائب على التبغ التى تجمعها، ونجد أن شركات التبغ هى من بين أصحاب المصالح الرئيسيين الذين يستفيدون من تجارة السجائر غير المشروعة، فالتهريب يساعد تلك الشركات على توليد أرباح أكبر، من خلال تمكينها من دفع الضرائب المفروضة على التبغ فى ولايات قضائية ذات رسوم أقل، أو تمكينها من عدم دفع الضرائب على الإطلاق.
فى عام 2011، أنفقت كبريات شركات السجائر فى الولايات المتحدة مبلغ 8.37 مليار دولار أمريكى على التسويق، مع أكبر إنفاق على الخصومات لتخفيض سعر السجائر للمستهلكين، ولشركات التبغ باع طويل فى ممارسة النفوذ لتعزيز مخططاتها، أو لزيادة التوعية بالشركة، أو لترويج النوايا الحسنة، وهذا لا يتم بشكل برىء أو لتكون مؤسسات تجارية صالحة، وإنما سعياً لتحقيق «البراءة بالتبعية» ممارسة النفوذ السياسى، وكأغلب المؤسسات التجارية الكبرى، تقوم شركات التبغ بإعطاء التبرعات، وتحاول التأثير على السياسيين، وتمارس النفوذ غير المشروع لدعم علاماتها التجارية، وشركاتها وأرباحها وتمويل الأعمال الخيرية، لكن الفرق هو أن شركات التبغ تفعل هذا لتبيع منتجاً مميتاً ويسبب الإدمان.
ويعلق الدكتور عبدالرحمن حماد، مدير وحدة طب الإدمان بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية، على أزمة التدخين قائلاً «يقتل التبغ 14000 فرد تقريباً كل يوم، وإن لم تُتَّخذ إجراءات عاجلة فإنه سيقتل 8 ملايين شخص سنوياً بحلول عام 2030، منهم 80 ٪ فى الدول النامية، وتشير الأبحاث إلى أن 20٪ من الشعب المصرى يستخدمون منتجات التبغ، وترتفع نسبة مستخدمى التبغ بين الرجال أكثر من السيدات إلى حدٍ كبير، حيث يستخدم 38٪ من الرجال و0.6٪ من السيدات أحد أشكال التبغ، ويدخن 4٪ من الشباب (الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً) السجائر (حيث تبلغ نسبة الأولاد 6٪ والفتيات 1٪)، ويستخدم 10٪ منهم منتجات تبغ أخرى غير السجائر (بواقع نسبة 12٪ من الأولاد و7٪ من الفتيات)، كما تتضمن أنواع التبغ شائعة الاستخدام فى مصر السجائر، والشيشة، والسيجار.
ويضيف حماد قائلاً «العواقب الصحية للتدخين خطيرة لأنه يؤدى إلى الوفاة بواسطة أمراض عديدة جداً، فالتدخين يقتل ما يقرب من نصف المدخنين الذين يمارسون التدخين طوال حياتهم، بينما يتعرض 39٪ للدخان السلبى فى المنزل، كما يسمح حوالى 71٪ من المصريين بالتدخين داخل منازلهم، كما يتعرض أكثر من النصف للتدخين السلبى بشكل أسبوعى، كما يتعرض حوالى 61 ٪ تقريباً من جميع العاملين، الذين يعملون فى أماكن مغلقة، للدخان السلبى فى العمل ويتعرض 44٪ من الشباب (الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً) للدخان السلبى فى الأماكن العامة، بينما يتعرض 39٪ للدخان السلبى فى المنزل، ومن الجدير بالذكر أن مصر قامت بالتصديق على اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ فى 25 فبراير 2005.[ThirdQuote]
ويتابع حماد قائلاً «تتطلب المادة 13 من اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة التبغ أن يلتزم أطراف الاتفاقية بتنفيذ وتفعيل حظرٍ شامل على الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته فى غضون خمس سنوات من التصديق على الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ». ولجلب مزيد من المستهلكين تقوم شركات التبغ العالمية بإيهام المواطنين بأنها تصنع منتجات خفيفة ومنخفضة القطران لإقناع المدخنين لتبديل ماركات السجائر بدلاً من الإقلاع عن التدخين، كما تتلاعب فى تصميم السجائر لإنتاج مستويات أقل من القطران والنيكوتين عند قياسه بالاختبارات، وتنص المادة 11 من الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ على حظر مصطلحات مثل «خفيف»، و«منخفضة القطران» و«معتدل»، كما يعتبر تهريب السجائر والغش من أكثر الأمور المسيطرة فى التجارة غير المشروعة فى منتجات التبغ، حيث إن السجائر هى أكثر المنتجات التى يتم تهريبها على مستوى العالم، ويُقدِّر الخبراء أن التجارة غير المشروعة تمثل عُشر مبيعات السجائر العالمية تقريباً، تُكلِّف تجارة التبغ غير المشروعة الحكومات مبالغ مذهلة، حيث تضيُّع عليها الكثير من العائدات، وتفقد الحكومات 40.5 مليار دولار على الأقل فى العائدات الضريبية الحالية كل عام لصالح تجارة التبغ غير المشروعة، ويقع عبء تجارة السجائر غير المشروعة بشكل أساسى على عاتق الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
وعن الطرق المناسبة لمكافحة التدخين، يقول مدير وحدة طب الإدمان: «تعتبر الإجراءات الخاصة بالأسعار والضرائب من الوسائل الفعَّالة والمهمة للحد من استهلاك التبغ من جانب شرائح مختلفة من السكان، خاصة الشباب، كما تعتبر التحذيرات الصحية التى توضع على عبوات منتجات التبغ استراتيجية فعَّالة تهدف إلى مكافحة التبغ، فهى تعمل على رفع الوعى العام بالأخطار الصحية الخطيرة لاستهلاك التبغ، وتساعد على ضمان أن عبوات السجائر تقول الحقيقة حول المنتج المميت الموجود بداخلها».