وزير الداخلية الليبي في حوار لـ"الوطن": نشكر مصر على اهتمامها بأزمتنا
أكد وزير الداخلية الليبى المكلف، العقيد أحمد بركة، فى حوار خاص لـ«الوطن» خلال زيارته إلى «القاهرة»، أن تنظيم «داعش» الإرهابى تزايد نفوذه فى الفترة الأخيرة فى ليبيا بقوة، وهو يسعى لمحاربة مصر وزعزعة استقرارها قبل أن يحارب ليبيا، وقال «بركة» إن «قطر بالدرجة الأولى وتركيا بالدرجة الثانية ساعدتا «داعش» والتنظيمات الإرهابية فى ليبيا بتقنيات تفوق فى بعض الأحيان ما لدى وزارة الداخلية الليبية نفسها، التى تحاول أن تعود كمؤسسة فاعلة بعد انهيار وانفلات أمنى عمره 4 سنوات، وشدد الوزير الليبى على أهمية التعاون الأمنى بين مصر وليبيا، وأوضح أن مصر وافقت على تدريب 2000 شرطى ليبى إلى جانب الدعم الفنى وبعض المعدات، معتبراً أن انتخاب المصريين الرئيس عبدالفتاح السيسى شكَّل ضربة قوية للتنظيمات الإرهابية، وأكد «بركة» أن ملتقى القبائل الليبية الذى بدأ أعماله فى «القاهرة» أمس، نقطة مهمة فى طريق النجاح نحو بناء دولة ليبيا، لافتاً إلى أن نتائج الحوار الوطنى الذى ترعاه الأمم المتحدة لا جدوى له ولن تحل مشكلات ليبيا.
■ بداية، ما دور الحكومة الليبية فى دعم ملتقى القبائل الليبية؟
- أولاً نشكر كل من ساهم فى هذا الملتقى، ومن يساهم فى لم شمل الليبيين، ونشكر مصر على إتاحة هذه الفرصة لحلحلة مشاكل ليبيا والاهتمام بالملف الليبى. وقد زرت مقر الملتقى لعدة أسباب، أولاً: لاحظنا ضرورة الحوار وأنه الحل الوحيد لمشكلات ليبيا، وثانياً: نعرف جيداً ونعى ونعلم أن القبائل فى ليبيا لها دور فعال جداً فى حل هذه المشكلة، ثالثاً: العرف الاجتماعى لا يزال له وجوده فى ليبيا ولا يزال الليبيون بقيمهم وأخلاقياتهم، وقد شعروا بخطورة الموقف وعرفوا أن عدوهم واحد، وجاءوا وجلسوا الآن على طاولة المفاوضات واجتمع رجال القبائل للنظر فى مشكلات المهجرين والدمار الذى لحق بليبيا، وهو أمر أراه جيداً جداً وخطوة للأمام تُبنى بها الدولة الليبية، وكنت فى زيارة إلى دولة الإمارات قادماً إلى مصر، وعلمت بهذا الاجتماع الذى انطلق أمس ويستمر لمدة 3 أيام، ورأيت أنه من الضرورى أن ألتقى الشخصيات الموجودة لأنها شخصيات داعمة لوزارة الداخلية.
■ هل يمثل هذا الملتقى كل وجهات النظر الليبية؟ أو بعبارة أخرى هل يمثل من هم فى «طبرق» ومن هم فى «طرابلس»؟
- مساحة ليبيا كبيرة جداً، ولكن السكان نسيج اجتماعى واحد، وعلاقات الليبيين ببعضهم قوية جداً من جميع الاتجاهات، لذلك هذا الاجتماع تمهيدى كخطوة أولى وجيدة يلتقى فيها كل الليبيين من كل القبائل، ليبيا فيها أكثر من 2000 قبيلة، وهذا الشىء يشجع الجميع أن يناقشوا مشكلاتهم، والنجاح فى اللقاء بالأساس يكمن فى أنه إذا التقى الطرفان الخصمان المختلفان فى وجهات النظر وتحدثا سوياً وجهاً لوجه سيأتى الحل.
■ هل ملتقى القبائل فى «القاهرة» بديل عن الحوار الذى ترعاه الأمم المتحدة؟
- الحوار الذى ترعاه الأمم المتحدة حوار سياسى طويل الأمد لا يأتى بنتائج حاسمة لمشكلات ليبيا، المشكلات لا بد أن تنحل من الأساس، فقضايا مثل قضايا المهجرين والمتضررين والمسجونين فى سجون غير شرعية كل هذه الأمور لا تتم مناقشتها وبحث سبل حلها عبر الأمم المتحدة، وإنما يأتى النقاش والحل فى حوار ليبى - ليبى وجهاً لوجه، وهذا هو الحل الأنسب.
■ ما النقاط التى لو تم التوصل لها يمكن القول إننا فى طريق حل لأزمة ليبيا؟
- أهمها الحث على ضرورة إصدار قرار عفو عام، وثانياً إعادة المهجرين.
■ ما طبيعة قرار العفو الشامل والعام المرجو اتخاذه؟
- أن يكون قراراً يشمل الجميع، جميع الليبيين، باستثناء أولئك الذين لُطخت أيديهم فى أعمال القتل والدماء، وسيتم بعد ذلك محاكمتهم محاكمة عادلة، ويشمل هذا القرار أولئك الآخرين الذى عملوا فى نظام معمر القذافى، ويجب إصدار عفو شامل وعام لبناء ليبيا من جديد، لأنه دون ذلك صعب إعادة بناء ليبيا، ومسألة إصدار عفو شامل وعام من اختصاص مجلس النواب، ومجلس شيوخ القبائل المجتمعة سيتخذون قراراً بالعفو العام، باستثناء من تلطخت أيديهم بدماء الليبيين ومن سرق المال العام.