كتبت منذ أيام عن الرفق بالحيوان وقسوة بعض البشر في التعامل مع الحيوانات الأليفة. ذكرت حالات محددة للتعامل القاسي وكيف يلتذ البعض بالمعاملة غير الرحيمة مع حيوانات لا تؤذي أحدا ولا تطلب غير الطعام. اهتمت السيدة دينا ذو الفقار التي تكرس كل وقتها وجهودها لتوفير معاملة طيبة للحيوانات وإنقاذها من براثن المرض والإصابات التي تتعرض لها وبادرت بالتواصل مع د.نعمة وكيل الوزارة للطب البيطري بالقاهرة فقامت على الفور بتكليف فريق لبحث الحالات التي كتبت عنها.
وجدتني محاطا بشخصيات منحها الله رقة المشاعر وطيب الأحاسيس تعطف على الحيوان الأعجم الضعيف ولا تنتظر منه مقابل. وعلمت إلى أي مدى يبذلون الجهد وينفقون الوقت والمال ويقتطعون مما يملكون لكي يروا حيوانا أو يعالجونه. إن الرفق بالحيوان من القيم الإنسانية السامية التي جاءت بها الأديان التي حثت على الرحمة والبر بالحيوانات، وحسن معاملتها. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رُفِقَ بِالْحَمَارِ الْأَهْلِيِّ وَالْوَحْشِيِّ" (رواه أبو داود).
ويؤكد القرآن الكريم وكل الكتب السماوية والأخلاقية على مكانة الحيوانات وحقها في الحياة والرعاية، فيقول الله تعالى: "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم" [الأنعام: 38].إن الرفق بالحيوانات دليل على رقي الإنسان وتحضره، فهي كائنات حية لها حقوق علينا احترامها وعدم إيذائها أو تعذيبها بأي شكل من الأشكال.
وقد أثبتت الدراسات العلمية أن اللطف والحنان في معاملة الحيوانات ينعكس إيجابا على سلوكها وصحتها النفسية والجسدية. لذا، يجب أن نغرس في نفوسنا قيم الرحمة والرأفة تجاه الحيوانات، سواء كانت أليفة أو برية، فذلك من شأنه أن ينمي فينا الإحساس بالمسؤولية تجاه المخلوقات الأخرى، ويجعلنا أكثر إنسانية وتسامحا. وأطالب بأن تهتم وزارة التربية والتعليم بغرس هذه القيم في اولادنا وكذلك على الأسرة أن تنمي وعي الصغار والصبية بهذه المسألة.