يقسّم التنظيم الدولى منطقة شرق أفريقيا إلى 4 قطاعات هى: تنزانيا وجزر القمر وكينيا، ووضع أوغندا ورواندا وبوروندى فى قطاع واحد.
وفى وثائق غير متداولة حول نشاط الإخوان فى أفريقيا فإن تنزانيا بها شعبتان للإخوان، وهناك شعبة ثالثة تحت التأسيس، وجزر القمر بها 3 شعب للتنظيم، وكينيا بها شعبة واحدة تحت التأسيس، وأن كلاً من أوغندا ورواندا وبوروندى بها 3 شعب تحت التأسيس بواقع شعبة فى كل دولة.
يشدد التنظيم على أن المتطلبات التى لا بد من توافرها فى الجماعة بهذه الدول هى: التركيز نحو الهدف، وتقوية مستويات الإدارة المختلفة بالمنطقة، وهى إدارة العمل بالدولة والشعبة والأسرة واللجان، وتدريب اللجان بما يسهم فى استيعاب ونجاح الخطة، والانفتاح على مجتمعات منطقة شرق أفريقيا لاستقطاب مواطنين للانضمام إلى التنظيم، والتكامل بين وحدات المنطقة لإنجاح الخطة، وهو ما يعنى التواصل بين الجماعة بدول تنزانيا وجزر القمر وكينيا وأوغندا ورواندا وبوروندى.
كما تتضمن استراتيجيات التنظيم فى شرق أفريقيا العمل مع شرائح المجتمع المختلفة، والتركيز على المدارس والتعليم الجامعى، واختراق شريحة الطلاب عن طريق نشاط يشمل الرحلات والأيام الإسلامية وحضور اللقاءات الدينية ودور تحفيظ القرآن.ومن تلك الاستراتيجيات العمل داخل المساجد والسيطرة عليها، والقيام بأنشطة دينية داخلها تجذب المواطنين.
ويصنع الإخوان فى دول شرق أفريقيا علاقات فاعلة مع دوائر صنع القرار، مع ما ورد فى الوثائق من الارتقاء بالأعمال المركزية من خلال تفعيل الأقسام الفنية وتقديم الدعم اللازم لشتى الأقطار المختلفة بهذه المنطقة، والتركيز على إعداد ركائز للعمل فى جميع المجالات وإبراز رموز مجتمعية فى عدد من الشرائح العامة داخل كل قُطر، والاهتمام بقطاع المرأة.
وتؤسس الجماعة أنشطة اقتصادية للإنفاق على العمل فى القطاعات المختلفة، والإنفاق على الطلاب الجدد وقادة التنظيم ونقباء العمل والقيادات التربوية، وتوفير دعاة ومحاضرين لتغطية الأنشطة الخاصة.
وحدد التنظيم أولوياته باستكمال مقومات الشعب والمناطق الإخوانية فى هذه الدول، وتوفير الدعم الفنى للأقسام، وتدريبها هى واللجان بما يحقق تفعيل الخطة والارتقاء بالأفراد، والتوسع الجغرافى فى العمل داخل كل دولة، وتنمية الموارد حتى تصل للاكتفاء الذاتى، والاستفادة من أنشطة المؤسسات الخيرية فى تنفيذ الخطة.
وتضمنت الخطة وضع دورة تنشيطية للإخوان فى تنزانيا وأخرى فى جزر القمر وثالثة فى أوغندا، والعمل على توثيق وتصعيد المنتسبين، وتدريب النقباء ومسئولى الأشبال والثانوى ومشرفى الجامعة، ومسئولى اللجان على دورة المسجد الدعوى وإعداد الخطيب.
وشملت خطة المتابعة الميدانية زيارة الدول مرة فى العام للوقوف على مدى تنفيذ الخطة، وعمل زيارة سنوية من مسئولى الأقسام للدول من أجل التدريب وتقديم الدعم الفنى ومتابعة عمل الأقسام والأنشطة المختلفة.
وخلال هذه المرحلة، تبتعد الجماعة عن الانخراط والمشاركة المباشرة فى النقاش السياسى الدائر، مع الاستمرار فى إرسال إشارات للسلطة الحاكمة تحاول من خلالها الإيحاء بأنها على ولاء تام للدولة ولأولى الأمر، وقد تصل فى بعض الأحيان إلى درجة التطرف فى الدفاع عن رموز الدولة فى محاولة منها لكسب رضا السلطة السياسية للسماح لها بهامش أكبر من المناورة والتحرك، ولعل هذا ما كانت تقوم به جماعة الإخوان.
وتستعين عناصر الجماعة النائمة الكامنة بحديث (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان)، ويرون أن السرية تحقق الحماية للتنظيم وللقيادات، وتمنع الاختراق والتجسس وتحقق الأهداف بأقل تكلفة.
ولا مانع فى تلك الاستراتيجية من دعوة شباب التنظيمات الأخرى مثل حركة شباب الإسلام، وذلك من أجل كبح جماعة القاعدة وأخواتها من عمليات استقطاب عناصر الإخوان المنضوين حديثاً لها.
وأخيراً، فإنه لا بد وفق خطة الجماعة بشرق أفريقيا التنسيق الدائم بين كل مكونات العمل الجماعى وخلق فضاءات أخرى، والتحرك فى دوائر: الميليشيات والفصائل المسلحة، والعمل السرى، وتحويل الحركات إلى تجمعات فكرية فى بلدان أخرى، وعمل مؤسسات فكرية نهضوية داخلياً، واستمرار اختراق المنظمات الحقوقية والجمعيات المناهضة للعنصرية والكراهية.
ويبدو من خلال قراءة هذه الخطة وسياق العمل الحركى فى أفريقيا بشكل عام أن الجماعة تحاول التخفى وراء العمل الاجتماعى، وهذا اتضح من خلال التكتلات والتجمعات التعاونية، والاجتماعات والمؤتمرات التى تمت مراراً حول هذه الأمور، لأن أفريقيا بشكل عام تمثل أهمية ليست عادية من ناحية قوتها البشرية والاقتصادية واتساعها الجغرافى.