مثقفو الفيوم عن غلق قصر الثقافة: "أغلقوا المخابز ولا تغلقوا قصورنا"
سادت حالة من السخط والاستياء بين الأوساط الثقافية والفنية بمحافظة الفيوم، بسبب قرار ورد إلى فرع ثقافة الفيوم، بوقف تام لأنشطة قصر الثقافة، بسبب تحفظات الحماية المدنية على إجراءات التأمين ضد الحرائق، والتي أدت إلى تعطل الأنشطة الفنية على المسرح الكبير بالقصر لسنوات.
وتصاعد التوتر بين مسؤولي فرع ثقافة الفيوم، وإدارة الحماية المدنية، بعدما حررت محاضر ضد مسؤولي الثقافة بالمحافظة، حتى صدر حكم بالحبس ثلاثة أشهر ضد منتصر ثابت، مدير فرع ثقافة الفيوم، ومحمد الشربيني، مدير عام قصر ثقافة الفيوم، مؤخرًا وسط شكاوى من العاملين بالقصر، بتجاهل وزارة الثقافة وهيئة قصور الثقافة للدفاع عنهما، في المعركة مع الحماية المدنية.
ووصف محمد الشربيني، مدير عام قصر ثقافة الفيوم، قرار وقف الأنشطة تمامًا في القصر بـ"التعسفي"، قائلًا: "كان من المفترض أن تكون هناك محاولات بحل مشكلة إجراءات تأمين القصر ضد الحرائق، ولكن المسؤولين اختاروا الحل الأسهل بالإغلاق، وأرسلوا خطابًا بالتنبيه الشديد على مدير القصر بغلق المكان، وعدم إقامة أي نشاط به وتحميل المسؤولية على من يخالف التعليمات".
فيما أكد الأديب صبري رضوان، عضو نادي الأدب بالفيوم، أن عدم وجود إمكانيات لتنفيذ حراك ثقافي وفكري في مواجهة أفة الإرهاب التي تستشري بقوة في القرى والنجوع بين أوساط البسطاء، والبيت الأشد احتياجًا لنشر الفكر والأدب، يفتح الباب واسعًا أمام هذه الأفكار المتطرفة التي تتفشى كالمرض العضال.
وانتقد رضوان، تجاهل هيئة قصور الثقافة بالتخلي عن مثقفيها ومبدعيها في مواجهة ريح عاتية، وتقرر غلق أحد المنافذ الكبرى للثقافة في مصر، وكأنها تحارب العقل، لتغذي أفكارًا غريبة على مجتمعنا الطيب المسالم، حتى يقع فريسة لقادة الفكر المنحرف دينيًا، قائلًا لهم: "أغلقوا المخابز ولا تغلقوا قصور الثقافة".
فيما التقى محمد عبدالحافظ، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وبرفقته اللواء حسام توفيق، رئيس الإدارة المركزية للأمن، وصلاح عبود، رئيس الإدارة المركزية للشؤون المالية والإدارية، أمس، بمنتصر ثابت، مدير فرع ثقافة الفيوم، ومحمد الشربيني، مدير قصر ثقافة الفيوم، للتدخل لحل الأزمة، واتفق المسؤولون على تشكيل لجنة منهم، وبمشاركة مديرة الشؤون الهندسية بالهيئة، لمتابعة حل الأزمة، والتدخل لدى شركة المقاولات المسؤولة، عن تنفيذ إجراءات تأمين قصر الثقافة ضد الحريق، حتى تتوافق مع إشتراطات الحماية المدنية.
وقال رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، في تصريح خاص لـ"الوطن، إنه تم منح شركة المقاولات مدة زمنية هي 10 أيام فقط لاستكمال عملها، وأن مسؤول الشركة تعهد بالحصول على شهادة إجازة من الحماية المدنية، بعد تلافي الملاحظات التي أبدتها الحماية عن إجراءات تأمين القصر، مضيفًا أنه تم اتخاذ قرار بأن يكون هناك سلف مستديمة متاحة في يد رؤساء قصور الثقافة على مستوى الجمهورية، لاستخدامها بشكل سريع في إتمام أعمال الصيانة العاجلة، دون الحاجة إلى ميزانيات كبيرة، وحتى لا تنتظر المخاطبات بين الفرع والإقليم، ما يساعد على إنجاز أعمال الصيانة البسيطة، ويتم الاستعاضة على السلف باستمرار، ودون تعطيل العمل.
وأشار رئيس الهيئة، إلى أنه سيتم إجراء أعمال صيانة لبعض البنود الأخرى الموجودة في قصر ثقافة الفيوم، والتي تخص المسرح الكبير، مثل الصوت والضوء والميكانيزم والكهرباء، داخل قصر ثقافة الفيوم، مع استخدام أدوات الحماية الأولية في القصر مثل طفايات الحريق وغيرها لحين استكمال باقي البنود التي تعهدت الشركة بتلافيها خلال الفترة السابقة.
وأكد رئيس الهيئة، أنه تم الاتفاق على ممارسة أنشطة الثقافة والفن بالمحافظة في الأماكن المفتوحة وخارج مبنى قصر الثقافة، وتقديم العروض على المسرح المتنقل، مشيرًا إلى أن الهيئة ستقف بجوار مدير فرع الهيئة بالمحافظة ومدير القصر في القضايا التي حركتها الحماية المدنية ضدهما وتدعمهما.