إنني ممن يقدرون ويحترمون الشيخ سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة. أعتبر هذا الرجل مصريا حتى النخاع. لم يمر بمصر موقف إلا وكان سندا لمصر والمصريين. ربما كانت دراسته الزراعة في جامعة القاهرة في ستينات القرن الماضي عاملا إضافيا لحبه مصر فقد عاش وتزامل وصادق العديد من الشخصيات البارزة في مصر ومنهم الفنان الكبير عادل إمام الذي كثيرا ما تناول علاقة الزمالة والصداقة مع الشيخ القاسمي بكل التقدير خاصة أن القاسمي من المثقفين البارزين في أمتنا العربية ويؤمن بالثقافة والفنون وهو حريص على أن يكون بكل مدرسة مسرح ومجالات للفنون بمختلف أنواعها وتزويد المدارس بالمكتبات وإقامة المسابقات الأدبية والشعرية.
لا ننسى فضل الرجل عندما سافر إلى باريس ليشتري نسخة أصلية من كتاب وصف مصر ليهديها للمجمع العلمي الذي أحرقه الغوغاء إبان أحدث 25 يناير 2011 . كما أن للرجل أيادي بيضاء على العديد من المشروعات والكيانات في مصر التي زودها بما تحتاج من مال ولم يتوانى أبدا عن ذلك أو يرد طلبا في أي مجال.
سعدت عندما قرأت في الصحف أن جامعة الشارقة ستنشئ فرعا لها بالعاصمة الإدارية. رأيت أن هذه الطريقة في التعاون هي أسلوب يميز الشيخ القاسمي فهو لا يركز فحسب على المشروعات الاستثمارية وإنما يوسع مجال التعاون مع مصر التي يحبها في قطاع مهم هو قطاع التعليم الجامعي الذي سيؤدي إلى تبادل الخبرات بين الجامعات المصرية وجامعة الشارقة التي تحظى بمكانة دولية معتبرة . ستكون مجالات الدراسة بالجامعة الجديدة في العلوم التكنولوجية الحديثة مثل الحاسبات الآلية والذكاء الاصطناعي والروبوتات وغيرها من علوم المستقبل وهو ما يفيد مصر والشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام.
رغم أن مصر بها ما يزيد على مائة جامعة إلا أن المجتمع المصري الشره للتعليم الحديث يمكنه استيعاب المزيد من الجامعات خاصة الجامعات الشقيقة التي يزيد التعاون بينها وبين الجامعات المصرية من تقدم الطرفين وتنامي خبراتهما . كما أن إنشاء جامعة في العاصمة الإدارية يضيف قيمة ديموجرافية شبابية تزيد من عمران العاصمة وتربط بينهم وبينها.
تحية لكل شقيق عربي يقدر ما بين وطننا من روابط ويسعى لتقوية هذه الروابط بين شبابنا.