"السيسى" غاضب من الحكومة
كشفت مصادر مطلعة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يعكف حالياً على قراءة تقارير شاملة لأداء عدد من الوزراء والمحافظين، لتقييم عملهم خلال الفترة الماضية، تمهيداً لاتخاذ قرارات تجاه المقصرين. فيما أفاد مصدر حكومى بأن معدلات الأداء البطيئة أثارت استياء الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأنه من الوارد الإعلان عن تعديل وزارى يشمل عدة حقائب داخل المجموعة الاقتصادية، أبرزها «المالية والتموين والإسكان والصناعة والتجارة»، فضلاً عن «الزراعة» التى لم تنجز شيئاً فى 8 مشروعات بحوزتها.
وقال مصدر رئاسى مطلع لـ«الوطن» إن «محلب» ناقش خلال اجتماع مجلس الوزراء الطارئ، مساء أمس الأول، تقرير المتابعة والتقييم الذى أعدته وزارة الاستثمار، بالتعاون مع البنوك الاستثمارية، والذى كشف تأخير عدد من وزراء المجموعة الاقتصادية فى تنفيذ معظم مشروعات المؤتمر الاقتصادى، وأضاف المصدر أن «محلب» تسلم التقرير ورفعه إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ أيام. وذكر المصدر أن اجتماع الحكومة الطارئ ناقش أسباب تأخر المشروعات والخطوات اللازمة لتنفيذها، كما طالب «محلب» وزراءه المسئولين عن المشروعات بضرورة تقديم خطة واضحة ومحددة بجداول زمنية لعرضها على الرئيس، قائلاً: «تحديد بقاء الوزير فى منصبه خلال الفترة المقبلة سيعتمد على خطة الإنجاز التى سيقدمها». [FirstQuote]
وأضاف المصدر أن التقرير السرى أرجع تأخر إنجاز مشروعات المؤتمر الاقتصادى إلى 6 أسباب أهمها أن متابعة الوزراء مع البنوك الاستثمارية «صفر%». وأن عدداً من الــــوزارات دفع ببعض المشروعات رغم عدم اكتمـــال دراسات الجدوى، وعدم وضوح سياسات البنـــك المركزى رغم جودتها، والضرائب المفروضــــة على البورصة والقيود على خروج ودخــول العملة الأجنبية، فضلا عن عدم إبرام الحكومة تعاقدات مع البنوك الاستثمارية المكلفة بترويج وإتمام مشروعات المؤتمر الاقتصادى حتى الآن، وهو ما دفع صناديق وشركات استثمارية كبيرة إلى إيقاف التفاوض مع بنوك الاستثمار حول هذه المشروعات.
وأكد المصدر أن «محلب» أعطى مهلة للوزراء المسئولين عن مشروعات المؤتمر الاقتصادى، تنتهى آخر مايو الجارى، لإنجاز ما لديهم، قبل كتابة التقرير النهائى الذى سيعرض على «السيسى» منتصف يونيو المقبل عن سير مجمل المشروعات.
وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أن الرئيس يستند إلى هذه التقارير فى إطار سعيه لتنفيذ حملة شاملة للقضاء على كل أنواع الفساد بمؤسسات الدولة التى تتسبب فى خلق حالة احتقان عند المواطن وتعطل مصالحه. وأضافت المصادر أن «السيسى» أكد فى اجتماعه، أمس الأول، مع عدد من الوزراء، ضرورة «تنظيف» كل مؤسسات الدولة من الفساد والبيروقراطية، وشدد على أنه لن يسمح بوجود فاسد فى أى مؤسسة.
فى المقابل، قال المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، إن الحكومة ليست متمسكة بالبقاء، وإن من يتهمها بغياب الرؤية، عليه أن ينظر لمؤتمر شرم الشيخ أولاً. وأضاف خلال زيارته لمحافظة دمياط أمس: «سنواجه الفساد بكل صوره وأشكاله بلا هوادة ما دامت بوصلتنا تتجه إلى الله ثم مصلحة هذا الوطن، ونحن معكم سنعمل على تنقية الجهاز الإدارى للدولة من بعض العناصر التى تسىء له».
وبالنسبة للانتخابات البرلمانية والاتهامات الموجهة إلى الحكومة بتعمد تأخير إجرائها، قال: «أكبر شرف لهذه الحكومة أن تصل إلى نهاية خارطة الطريق بأمانة وشفافية»، مشيراً إلى أنه تم تنفيذ حكم المحكمة الدستورية، وأضاف: عندما قلت إننى آمل أن تجرى الانتخابات قبل شهر رمضان قلت ذلك لأؤكد أننا لسنا متمسكين بالبقاء فى الحكومة وأننا نعمل على سرعة إجراء الانتخابات. وتابع: «أنجزنا خلال الفترة الماضية عدداً كبيراً من المشروعات، ففى مجال الإسكان تم بناء 240 ألف وحدة سكنية على مستوى الجمهورية، وأنهينا أكثر من 70 ألف وحدة، وعلى مدار كل شهر سنسلم 10 آلاف وحدة».