القصة الحقيقية لمصير أمير قلعة «آلموت».. ماذا فعل بها حسن الصباح؟
القصة الحقيقية لمصير أمير قلعة «آلموت»
واد أخضر تزينه الأشجار وجداول الماء يشبه الجنة؛ هذا المكان هو الوادي المحيط بقلعة «آلموت» المسماة بوكر العقاب أو قلعة الحشاشين، التي ظهرت في الحلقة 8 من مسلسل الحشاشين واستولى عليها حسن الصباح، الذي يقوم بدوره الفنان كريم عبد العزيز، ظل حسن الصباح يتجول في الحقول والوديان المحيطة بالجبل الموجود عليه القلعة حتى تمكن من الوصول لحيلة سهلت عليه دخولها، من خلال جمع الناس بالأموال والدين حول أمير القلعة والتقرب من البسطاء الذين استمعوا إليه في النهاية، فكيف استولى الصباح على القلعة ماذا كان مصير أميرها.
مصير أمير قلعة « آلموت » في المسلسل الحشاشين
وصل حسن الصباح لقلعة «آلموت» ومعه مساعديه منهم برزك آميد، رافق «الصباح» وصديقيه، أمير القلعة 3 ليال، وفي الرابعة تحدث معه حديثا دينيا، وفي هذه الأثناء، كان رجال الصباح يقاتلون رجال الأمير المحيطين بالقلعة التي أراد «الصباح» الاستيلاء عليها، قائلا للأمير: «لازم علشان تنال رضا ربك أن تنفق مما تحب، أرحل عن القلعة في سلام، ويسلم الحراس أسلحتهم ويتبعون حسن الصباح»؛ غضب الأمير وفي هذه اللحظات دخل أتباع حسن الصباح وأخذوه لمكان مجهول.
القصة الحقيقة لما حدث في «آلموت»
يروي الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة في كتابه «حركة الحشاشين» أنه بعد دراسة متأنية للمنطقة وحصونها وقلاعها ووديانها وجبالها، قرر حسن الصباح ضرورة الحصول على قلعة «آلموت» في إيران، وتعتبر أحصن القلاع في المنطقة وأقدرها على تحقيق الحماية لحسن وأتباعه؛ ويروى المؤرخون أن الذي بناها ملك من ملوك الديلم الإيرانيون، إذ كان مغرما بالصيد، فأرسل ذات يوم طائر العقاب، وتبعه فرآه قد سقط على موضع هذه القلعة، فوجده موضعا استراتيجيا حصينا، فأمر ببناء قلعة عليه، سماها «آلموت، ومعناه باللغة الديلمية تعليم العقاب»، وتسمى هذه المنطقة وما يجاورها «طالقان»، وفيها عدة قلاع حصينة أخرى، وكانت تلك النواحي تحت رعاية وضمان «شرفشاه الجعفري»، وقد استناب فيها رجل علوي حسن النية ويتميز بسلامة الصدر.
وكان الأسلوب الذي اتبعه الصباح في الاستيلاء على القلعة هو بث رجاله في المنطقة المحيطة بالقلعة، بل في داخل القلعة ذاتها، واستطاع هو ورجاله جذب مزيد من الأنصار، بل استطاعوا التأثير على صاحب القلعة نفسه، ويؤكد ذلك ما يرويه الحسن في إحدى الشذرات قائلا: «وقد أرسلت من قزوين مرة أخرى الدعاة إلى قلعة آلموت، واستطاع الدعاة ضم بعض رجال القلعة إلى العقيدة الإسماعيلية، وقد حاول أولئك تحويل صاحب القلعة العلوي إلى الإسماعيلية، الذي تظاهر بالانضمام إليهم، ولكنه عمل على إخراج جميع المنضمين إلى خارج القلعة، ثم أغلق أبوابها، ورفض دخولهم قائلا إنها ملك السلطان، ولكنهم استطاعوا التأثير عليه بعد مناقشات طويلة، فسمح لهم بالدخول».
وعندما قدم حسن الصباح إلى المنطقة تمكن من استمالة أهلها إليه بقدرته الكبيرة على الإقناع وإظهاره الزهد والتقوى، حتى أن العلوي صاحب القلعة أعجب به وأحسن الظن فيه، لدرجة أنه كان يجلس إليه يتبرك به، ولما أحكم الحسن أمره دخل يوم على العلوي بالقلعة، فقال له ابن الصباح: «أخرج من هذه القلعة، فتبسم العلوي وظنه يمزح، فأمر ابن الصباح بعض أصحابه بإخراج العلوي، فأخرجوه إلى دمغان، بعد أن أعطاه ثمن القلعة وسمح له بأخذ متعلقاته منها».