"يونس" رايح جاى على طابور التموين "لا طال العيش ولا شاف الدقيق"
طابور طويل، يمتد من مكتب التموين إلى الشارع الخلفى، فى مدينته الوقت له ثمن، فساعات الانتظار قد تطول ويدخل الحظر، فيعود الرجل أدراجه، يخرج رأسه من حين لآخر متطلعاً إلى الأعداد التى تسبقه، دون أن تفلت يداه شهادات ميلاد أبنائه الأربعة «يوسف وريماس وإيمان وسلمى» أو الورقة التى تحمل رقم «135»، فهى كيانه فى هذا الطابور، ودوره الذى لم يأت رغم انتظاره أياماً وليالى، لا يطمح الرجل فى أكثر من إضافة أبنائه على بطاقة التموين حتى يتسنى له الحصول على حصة دقيق تكفيه هو وأسرته فى أيام الحظر التى تعيشها سيناء، لكن «لا طال العيش ولا حتى الدقيق». «تعالوا بكرة.. واحتفظ برقمك عشان هتمشى بيه» رد استقبله محمد يونس -سائق الأجرة- أكثر من مرة، أثناء انتظاره فى طابور مكتب التموين فى حى أبى صقل بالعريش، عندما حاول الحصول على حصة الدقيق المقررة فى بطاقته التموينية على مدار 3 أيام، والتى تساوى 10 كيلو للفرد، لكن دون جدوى، فالرجل الأربعينى منذ أن تم تفعيل منظومة الخبز منذ 3 أشهر وهو على حاله «باشترى العيش الحر 3 أرغفة بجنيه، وحصتى عند الحكومة بيحوشوهالى عشان مابلاقيش مكان فى الطابور»، مؤكداً أن المنظومة الجديدة لا تشكل إلا عبئاً على المواطنين، فالمواطن يملك الحق فى الحصول على 5 أرغفة أو 10 كيلو دقيق التى تحولت بـ«قدرة قادر» إلى 6 كيلو، المحظوظ وحده يحصل عليها قبل أن تغلق فى وجوههم أبواب المخبز «أنا بأكل 6 أفراد.. 5 أرغفة ولا عشرة يعملولنا إيه؟ على الأقل الدقيق نقدر نخبز بيه فوق 90 رغيف بس نلاقيه؟».
«يونس» لا يرجو أكثر من تفعيل دوريات رقابة على المخابز التى تتعامل مع المواطن كأى جهة روتينية بشىء من التراخى والإهمال، مشيراً إلى أن الوضع لا يسمح بـ«الكسل» أو الإهمال نظراً لما تمر به سيناء تحديداً من أزمات «مش هيبقى إرهاب وحظر وكمان مفيش أكل حسوا بينا إحنا مش مستحملين، أنا راجل سواق تاكسى ومن ساعة الحظر مش باشتغل، أجيب منين عشان أشترى عيش حر ولا تموين.. فين الضمير؟».