مصر "الممزوعة" فوق "قلعة قايتباى"
أطراف ممزقة، ألوان باهتة، هكذا ظهر «علم مصر» أعلى قلعة قايتباى بالإسكندرية فى حالة متردية، فى مخالفة واضحة للمادة 6 من قانون تجريم إهانة العلم المصرى، الذى يحظر رفع العلم إذا كان تالفاً أو باهت الألوان أو بأى طريقة أخرى غير لائقة، وهو ما استوقف جمال محمد، أحد المواطنين، الذى توجه لزيارة القلعة للمرة الأولى، فاصطدم بالمشهد غير اللائق، وتساءل باستنكار: «إزاى علمنا يكون بالمنظر ده؟.. ده علم مصر، وموجود فى مكان تاريخى».
لم يتوقع «جمال»، الموظف بشركة أدوية، أن زيارته الأولى للقلعة ستقوده إلى هذا المشهد الذى لم يصدقه: «علم بلدى متقطع فوق القلعة! مش كفاية أعلام البلكونات بتبقى متبهدلة وطالع عينها، كمان فى منطقة أثرية وكبيرة زى دى يكون متهالك بالشكل الواضح ده». لم يجد الرجل الأربعينى مبرراً واحداً لحالة الإهمال التى تخالف القانون الذى أقره المستشار عدلى منصور حينما كان رئيساً مؤقتاً للبلاد: «من الطبيعى إن العلم من القماش، وجايز فى أى وقت يتقطع من عوامل الجو، لكن المفروض المسئولين اللى فى القلعة أو أى مكان تانى يغيروه»، مشيراً إلى أن منظر العلم لفت انتباه بعض السائحين الأجانب وأثار سخريتهم: «كل الأجانب اللى كانوا معايا فى الرحلة بقوا يبصوا ويضحكوا على منظر العلم، وكنت حزين مش عارف أتكلم». «شهرياً بنقوم بتغيير العلم»، قالها محمد كامل، موظف بقلعة قايتباى، مؤكداً أن إدارة القلعة استبدلت العلم قبل أسبوعين، لكنه تمزق بهذا الشكل تحت تأثير المناخ والرياح بالأيام الماضية: «غيرناه من حوالى 15 يوم، ومكانش فيه أى تقطيع ولا مشاكل، بس اليومين اللى فاتوا كان فيه نوة جامدة، إلى جانب الرياح، ما أدى لتمزقه، وسنستبدله فى أقرب وقت».
الدكتور يوسف خليفة، رئيس قطاع الآثار المصرية، قال إن علم مصر فوق أى مبنى أثرى له أهمية كبيرة، وهو جزء من هوية مصر، ولا يجوز عدم العناية به أو تركه تالفاً، حتى ولو تحت تأثير المناخ: «علم مصر فى كل الأماكن الأثرية بيتم تغييره كل فترة زمنية، وهذه الفترة غير محددة، فمن المفترض بمجرد تعرضه للتلف يتم استبداله فوراً».