مسلمون حول العالم.. عادات إندونيسية تزين مائدة «آل رفاعي»: أرز محمر وكولاك بجوز الهند
سيدات إندونيسيا - أرشيفية
منذ 5 سنوات كانت الزيارة الأولى لـ«محمود آل رفاعى» من سومطرة الغربية بإندونيسيا إلى مصر، بعدما أرسلته عائلته للدراسة فى جامعة الأزهر، ومنذ هذا اليوم لم يفارقها الفتى سوى بضعة أيام قليلة كل عام يذهب خلالها لزيارة ذويه، ويعود سريعاً إلى رحاب الحسين، حيث يقيم هناك مع زوجته.
لا يطيق العشرينى فراق مصر لكونه ارتبط بها واعتاد كل شىء فيها، حتى إنه أصبح يمارس طقوساً خاصة به خلال شهر رمضان، من بينها الذهاب كل مساء إلى أحد المساجد الكبيرة للصلاة، ويخصص أكثر من 10 أيام لمسجد الحسين، حيث يصلى جميع الفروض به ويختم القرآن بداخله.
«الوطن» كانت حاضرة مع الأسرة فى الشهر الكريم، حيث طقوس «آل رفاعى» فى مصر لا تختلف عن التى كان يمارسها فى بلدته بإندونيسيا، يشترى شراب «التيمونسورى»، الذى يُعد الأشهر على مائدة رمضان، إلى جانب حلوى الكولاك، التى تُعتبر من أشهر الحلويات الرمضانية، وهى عبارة عن بطاطا مسلوقة وممزوجة بجوز الهند والسكر، تضاف إليها الفواكه والخضراوات، يقول «آل رفاعى»: «الأرز هو الطعام الرئيسى عندنا يومياً ويؤكل مقلياً، وفى بعض الأحيان مسلوقاً مثلما يفعل المصريون»، مضيفاً: «نحب كثيراً أن يكون فى طعامنا حليب وجوز الهند وزيت الزيتون».
يشير «آل رفاعى» إلى أن هناك طعاماً يسمى «أبهم» يُعد من أشهر الأطعمة الرمضانية التى يفطر عليها المسلمون فى إندونيسيا، وهو عبارة عن نوع من الحلوى أشبه بالكعك يقدَّم إلى جانبه التمر، وهو أول طعام يدخل جوف الصائم فى إندونيسيا: «قبل رمضان لازم نتطهر بماء الينابيع، حيث يتم نقع الجسم بالكامل من الرأس حتى أصابع القدم فى الماء بهدف التطهير والنقاء مع استقبال الشهر الكريم».
الاحتفال برمضان فى إندونيسيا يبدأ قبل قدومه بأيام، حيث ينظف المواطنون المنازل ويعلقون الزينة بداخلها، ويتركونها بعد تنظيفها جيداً ليزينوا بعدها الشوارع، إلى جانب تجهيز المساجد وتنظيفها جيداً، وبعد الانتهاء من تلك الأمور الروتينية يُقبلون على الأسواق لشراء الأطعمة الرمضانية من تمور وأرز ولحوم وغيرها، وقال: «عندنا أكلات شعبية كثيرة نتناولها فى رمضان أشهرها أكلة تسمى ناسيجورينج وهى وجبة من الأرز المسلوق والمحمر، بجانب اللحوم أو الأسماك».
أولياء الأمور فى إندونيسيا يحرصون كل الحرص على تعليم الأطفال وتعويدهم على صيام رمضان وعلى العادات الرمضانية، موضحاً: «بمصر لاحظت أن هناك اهتماماً كبيراً بموائد الرحمن، ونحن نذهب كثيراً إليها لنأكل، وهذا أمر جميل يذكّرنى ببلدتى لأننا تعودنا على هذا الأمر فى إندونيسيا التى تشتهر بحفلات الإفطار الجماعى»، وتابع: «سمعت كثيراً من أصدقائى عن جمال مصر وطيبة أهلها، ولكن عندما جئت إلى هنا وجدت أن الكلام قليل جداً، وأن المصريين يحبون الغرباء ويُقدِّرونهم ويتعاملون معهم بلطف ولين ويمزحون معهم كثيراً».