* استقبل أهالى غزة شهر رمضان بصوم سابق بشهور على حلول الشهر الكريم، صوم الوصال الإجبارى المستمر منذ أكثر من 5 أشهر، فرضته الحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة، استقبلوا رمضان على أصوات الطائرات والمدفعية والقنابل، وفى تصريح لإحدى الصحف قالت خديجة حمادة، وهى من شمال غزة: «نحن صائمون منذ أشهر، لا يوجد أكل ولا سحور، لقد اشترينا كيلوجراماً واحداً من التمر بما يعادل نحو 16 دولاراً، كى نتسحّر به، أولادنا لا يستطيعون الصيام، لأنهم أصلاً متعبون من الجوع، لا يوجد عندنا أرز ولا عدس ولا مكرونة، يوجد الجوع فقط، ولا نعرف كيف سنقضى شهر رمضان»، إنه تعبير عن الحالة التى يعيشها أهل غزة وسط صمت العالم والهيئات الأممية.
* ومن المؤسف أنه وسط الأوضاع المتردية والمجاعة والأمراض تلاشت الآمال فى التوصّل إلى هدنة أثناء شهر رمضان المعظم، بعد تصريحات الرئيس الأمريكى بأن وقف إطلاق النار فى رمضان يبدو صعباً.
* لقد حذّرت منظمات إغاثية وأممية من تعرض نحو 800 ألف نسمة للمجاعة من سكان قطاع غزة، ووفقاً لوزارة الصحة بغزة، فإن 25 فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والرضع، وبينهم شابة ومسنان، ماتوا بسبب سوء التغذية والجفاف، وقالت منظمة الصحة العالمية: «إن الأطفال يموتون جوعاً فى شمال غزة»، والموت جوعاً يمثل عاراً فى جبين الإنسانية وجبين إسرائيل وجبين كل الدول الداعمة لهذه الحرب.
ولم يكن الموت جوعاً حالة فردية، بل حالة مكرّرة، فها هى رضيعة عمرها شهران توفيت فى مستشفى كمال عدوان، بسبب سوء التغذية، ونقص الرعاية الصحية، وها هى شابة فلسطينية توفيت بسبب الجفاف وسوء التغذية بالمستشفى نفسه، وأعلنت وزارة الصحة فى غزة استشهاد 3 أطفال فى مجمع الشفاء الطبى، نتيجة سوء التغذية والجفاف.
* إنها أرقام مفجعة ومذهلة: 37960 شهيداً ومفقوداً، بينهم 13500 شهيداً من الأطفال، و133 شهيداً من الصحفيين، و364 شهيداً من الطواقم الصحية، و2721 مجزرة، و7000 مفقود، و700000 مصاب بالأمراض المعدية، و2 مليون نازح، و405 مدارس وجامعات دمرها الاحتلال، و85 مستشفى ومركزاً خارج الخدمة، و10000 مريض بالسرطان، و17000 طفل يعيشون من دون والديهم أو أحدهما، ومصدر هذه الأرقام المكتب الإعلامى الحكومى بغزة، وكل رقم فيه رسالة تدعو العالم كله إلى التحرك لوقف القتل وإنهاء الحرب.
* أمريكا التى وقفت مراراً ضد قرارات وقف القتل والإبادة، قرّرت إنشاء رصيف بحرى مؤقت أمام سواحل غزة، لإيصال المساعدات إلى غزة من البحر!، وهذا الرصيف سيستغرق عدة أسابيع قد تصل إلى نحو 60 يوماً، حتى إتمامه، وهى مدة كبيرة، تكون إسرائيل قد قضت على ما تبقى من أهل غزة، وسط عدم تأثير حقيقى للصواريخ التى تطلقها حماس على إسرائيل، وصار المواطن الفلسطينى ينتظر الفرج القادم من خارج فلسطين.
المساعدات سيتم جمعها فى مدينة لارنكا فى قبرص، وهناك يقوم الإسرائيليون بفحصها قبل التوجّه بها إلى الجسر البحرى، وهناك مخاوف من أن هذا الجسر ظاهرُه تقديم المساعدات، وحقيقته تنفيذ مخطط التهجير، بعد أن وقفت مصر بكل قوة أمام التهجير، واعتبرته خطاً أحمر، فالتفتت أمريكا وإسرائيل إلى التهجير بطريقة أخرى، لتصفية القضية الفلسطينية.
* دار الإفتاء المصرية أجازت إخراج زكاة المال وصدقة الفطر لإغاثة أهل فلسطين، بالغذاء والدواء والكفالة التامة، لما يحقّق لهم الحياة الكريمة فى شئونهم كلِّها، وأطلق الأزهر حملة «أغيثوا غزة» لدعم أهل غزة وفلسطين، وأكد بيت الزكاة حرصه على توجيه أموال الزكاة والصدقات فى مصارفها الشرعية، والتى تدخل فيها إغاثة أهل غزة، ومقدار صدقة الفطر هذا العام 35 جنيهاً كحد أدنى للفرد، كما حدّدتها دار الإفتاء.