"الجنيه الصينى" يغزو السوق وسائق ميكروباص: "بيتى اتخرب"
وسط معركة يومية معتادة لسائقى عربات الأجرة بمحافظة الجيزة، وقف إسماعيل عبدالله، سائق ميكروباص، يصرخ: «بيتى اتخرب كل يوم يطلعلى جنيهات صينى مزورة، وفى آخر النهار أرميها». هكذا يعانى سائقو الميكروباص فى إمبابة والبدرشين وبولاق الدكرور وأوسيم من انتشار عملات مزورة للجنيه المصرى المعدنى.
«إحنا بنسميها جنيهات صينى عشان هى لونها مختلف عن الجنيهات العادية»، قالها «إسماعيل»، مؤكداً أن الجنيهات المزورة لا تحتوى على الحلقة النحاسية التى فى منتصف العملة، وتكون أقل كثافة، وتفتقر إلى الدقة فى النقوش، كما تنحرف الكتابات حول الإطار الأصلى. وقال عبدالحميد لطفى، وكيل أول وزارة المالية، رئيس مصلحة «سك العملة»، إن شكل الجنيه المصرى المعترف به كعملة مصرية معدنية هو دائرة إطارها معدنى أبيض بداخلها دائرة صفراء اللون نحاسية، وإن أى أشكال أخرى تعتبر عملات مزورة، وإن من يروج لها يعرّض نفسه لطائلة القانون، وأضاف: «إذا غيرت وزارة المالية شكل العملة فستنشر بياناً رسمياً بذلك»، وأشار إلى أن تحقيقاً سيجرى فى تداول أى عملات أخرى غير موثقة رسمياً.
وقال مصدر مسئول بوزارة المالية، لـ«الوطن»، إنه لا يوجد حالياً أى تغييرات على شكل العملات الورقية أو المعدنية فى السوق المحلية، وأشار إلى أن البنوك لن تقبل بأى عملة مزورة. من جهته، استبعد الخبير المصرفى، الدكتور هشام إبراهيم، وجود عملات معدنية مزيفة من فئة الجنيه بالسوق المصرية على نطاق واسع من شأنه أن يشكل ظاهرة أو أزمة، وأرجع ذلك لضآلة قيمة الجنيه ما يعنى أن المزور لن يجنى عائداً مناسباً لعملية ضرب وتزييف العملات المعدنية، وتابع: «تكلفة تزوير العملة المعدنية لا تناسب قيمة تداولها إطلاقاً، وإنما تتجاوز قيمتها، بخلاف العملات الورقية المزيفة التى تدر عائداً ربحياً جيداً للجهات التى تزوّرها».