ما مدى تأثير زيارة السيسي لقبرص وإسبانيا على تركيا في "غاز المتوسط"؟
تأتي زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى إسبانيا وقبرص، في الوقت الذي تشهد فيه منطقة حوض البحر المتوسط، صراعًا بين دوله حول حقول الغاز، والتنقيب والبحث عنها، وهو الصراع الذي نشأ بعد توسع تركيا وإسرائيل في مجال التنقيب، ما يطرح سؤالًا حول مدى علاقة زيارة السيسي بمصالح تركيا وإسرائيل في التنقيب عن الغاز بالمتوسط.
خبراء العلاقات الدولية، يوضحون مدى تأثير زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لإسبانيا وقبرص، بمصالح تركيا وإسرائيل في التنقيب عن الغاز، ففي البداية يقول الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية إن ملف التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، من أبرز الملفات التي سيتم طرحها على طاولة المناقشات خلال زيارة السيسي لإسبانيا وقبرص، وتشكيل تحالف قوي يضم الدول الثلاث في مقابل مساعي تركيا وإسرائيل واليونان للسيطرة على الغاز في البحر المتوسط.
ويرى اللاوندي في تصريحاته لـ"الوطن" أن بعد توتر العلاقات مع تركيا تسعى الإدارة المصرية الجديدة لتفعيل سياسة المسافة الواحدة مع جميع الدول، فتقاربها مع قبرص وإسبانيا لا يعني كيدا في تركيا، لكن كل ما في الأمر أن المصلحة المصرية تقتضي التوجه إلى هاتين الدولتين، والتعاون معًا في مجال التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، الذي لن يكون حكرًا على تركيا واليونان وإسرائيل.
يؤكد الدكتور عماد جاد، أستاذ العلاقات الدولية، أن مصر تسعى خلال هذه الزيارت إلى توطيد العلاقات الثنائية بين جميع الدول، بما فيها قبرص وإسبانيا، ولا ينبغي أن نلتفت خلال إقامة علاقات مع الدول الأخرى إلى مصالح دول بعينها، سواء كانت صديقة أو عدوة، موضحًا أن مبدأ المصلحة هو من يتحكم في العلاقات بين الدول.
ويضيف جاد لـ"الوطن" أن مصلحة مصر هي في التنقيب عن الغاز والتعاون مع إسبانيا وقبرص في هذا المجال، والتخطيط واقتسام الغاز في البحر المتوسط، دون النظر أو الاهتمام بمدى الإضرار بمصالح تركيا أو إسرائيل في هذا الشأن، فما يهم مصر هي مصالحها الخاصة.
"مصلحة مصر تقتضي".. هكذا يرى الدكتور محمد حسين، خبير العلاقات الدولية، في تصريحاته لـ"الوطن"، تعاون مصر مع إسبانيا وقبرص في مجال التنقيب واقتسام الغاز في البحر المتوسط، لكن لا يجب أن يكون التعاون مع هذه الدول من باب النكاية في تركيا أو أي دولة أخرى، حسب قوله.
يضيف حسين أن إلحاق الأضرار بتركيا من خلال تنقيب مصر وتعاونها في هذا المجال مع إسبانيا وقبرص، هو أمر تحدده الاتفاقات الدولية ومواثيق القانون الدولي، التي تضمن عدم إضرار أي دولة بأخرى، أو التعدي على مصالحها وحقوقها.