بعد إنفلونزا الطيور والخنازير.. خلى بالك من "كلبك"
جلس على أريكته يتابع آخر المستجدات الطبية لاهتمامه الكبير بها، لكنه فجأة شعر بالصدمة، وانتابه قلق وخوف، بعد مطالعته لخبر يفيد بانتشار فيروس جديد للإنفلونزا «H3N2» يُعرف بـ«فيروس الكلاب». أخذ يفكر محاولاً الرد على أسئلة كثيرة دارت فى ذهنه: «هو ممكن الفيروس يدخل مصر؟»، «طب ممكن ينتقل من الكلاب للإنسان؟»، «هنعمل إيه ساعتها؟»، «هل عندنا استعدادات طبية ووقائية كافية؟».. أسئلة لم يجد لها أحمد حامد حسين، طالب كلية الطب البيطرى بإحدى الجامعات الخاصة، إجابات تطمئنه، لينتهى إلى تساؤل جديد يعبّر به عن حيرته: «هو إحنا خلصنا من إنفلونزا الخنازير والطيور عشان يطلعلنا إنلفونزا الكلاب؟!».
لا يتوقع الشاب العشرينى أن تتعرض الكلاب لما تعرضت له الخنازير فى 2009 من بشاعة «الإعدام الجماعى»: «مش ممكن الكلاب تنقل العدوى للبنى آدم، ولو انتشر الفيروس ولجأت الدولة لإعدام الكلاب الأمر هيكون غير إنسانى»، مضيفاً أنه يجب على وزارة الصحة وأجهزة الدولة المختلفة اتخاذ الاحتياطات اللازمة كى لا تقع مصر فى «حرب جديدة» مع الإنفلونزا. «الفيروس الجديد» من الممكن أن ينتقل للإنسان فى أى وقت، ووارد دخوله إلى مصر، بحسب تأكيد الدكتور أحمد محمد على، أستاذ الفيروسات بالمركز القومى للبحوث، مشيراً إلى أن هناك تعاوناً بين المركز ووزارة الزراعة لإجراء بعض البحوث حول الفيروس للتعرف عليه والاستعداد لمواجهته، كجزء من عمليات المسح والبحث التى يجريها المركز بشكل دورى، لكن الأمر هذه المرة أكثر خطورة وصعوبة: «ده نوع جديد من الإنفلونزا ظهر فى آسيا وأمريكا فى الأيام الماضية تسبب فى رعب لنا وللعالم كله، وبنحاول نستعد بأعلى درجة».
فى المقابل، استبعد الدكتور محمد الجندى، رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائى بوزارة الصحة، انتقال «إنفلونزا الكلاب» إلى الإنسان، موضحاً أن ذلك لم يثبت فى أى دولة من الدول التى ظهر فيها الفيروس حتى الآن: «الأمر مش بالخطورة دى، والفيروس غير متوقع انتقاله للبنى آدم»، ويتفق معه فى وجهة نظره الدكتور حسين خلف الله، مدير مديرية الطب البيطرى السابق، قائلاً إن إنفلونزا الطيور هى الوحيدة التى تنتقل للإنسان، ولكن الخنازير لم تنتقل، وكذلك الكلاب: «خطوة إعدام الخنازير كان لها بُعد سياسى ودينى للإخوان وقتها، بعد إثارتها لأول مرة فى مجلس الشعب فى أبريل 2009، وكان ذلك قراراً خاطئاً».