"فرانس برس": قمة أوكرانية أوروبية لبحث تشكيل قوة لحفظ السلام بكييف
تأمل أوكرانيا، بموجب ضغوط يمارسها الأوروبيون للقيام بإصلاحات، لاغتنام الفرصة خلال قمة مع الاتحاد الاوروبي اليوم في كييف، للحصول على دعم الأوروبيين لمشروعها القاضي بتشكيل قوة دولية لحفظ السلام في شرق البلاد الانفصالي الموالي لروسيا.
كما يأمل الرئيس بترو بوروشينكو، في الحصول على إشارت قوية لدعم اوكرانيا خلال القمة، حسب ما ذكرت دائرته الصحافية بعد محادثة هاتفية الجمعة مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك.
ووصل الأخير إلى كييف، مع رئيس المفوضية الأوروبي جان كلود يانكر، والمفوض الأوروبي لشؤون الجوار والتوسيع يوهان هاهن، وتعد القمة هي الأولى التي تعقد بعد توقيع اتفاقية الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي في يونيو 2014.
ورفض الرئيس السابق الموالي لروسيا، فيكتور يانوكوفيتش، هذه الشراكة، ما أثار احتجاجات مؤيدة لأوروبا في ساحة ميدان، أدت إلى سقوط النظام في فبراير، وبعد هرب يانوكوفيتش لروسيا، ضمت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وبعد أسابيع عدة واجهت اوكرانيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، التي يسكنها 45 مليون نسمة، والواقعة على أبواب الاتحاد الأوروبي، تمردا من الموالين لروسيا في الشرق، تحول في ما بعد إلى حرب أودت بحياة أكثر من 6100 شخص.
وأدت الوساطة الفرنسية الألمانية، في بداية العام الحالي، إلى اتفاق سلام "مينسك 2" الذي أفضى إلى قرار باحترام وقف النار في الشرق الأوكراني منذ فبراير، لكن الهدنة هشة جدا، إذ تستمر المعارك المنفصلة في رفع حصيلة النزاع.
وفي آخر مثال على هشاشة هذه الهدنة، أعلن مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المنتشرون في الشرق اليوم، أنهم شاهدوا قبل يوم القصف "الأكثر عنفا" منذ منتصف فبراير قرب ميناء ماريوبول الاستراتيجي، على ضفاف بحر آزوف.
وفي هذا السياق، لا تزال كييف تدعو الغرب إلى تزويدها بأسلحة فتاكة لمواجهة المتمردين، ونشر قوة لحفظ السلام على خط الجبهة، وأيضا على الحدود الأوكرانية الروسية، حيث تتهم أوكرانيا والغرب موسكو بتزويد الانفصاليين بالسلاح وإرسال قوات إلى تلك المنطقة.
وخلال المحادثة الهاتفية بين بوروشينكو وتوسك، "اتفقا على تنسيق نشاطهما، حيال إمكانية نشر بعثة تحت رعاية الاتحاد الأوروبي، وفقا للرئاسة الأوكرانية.
وتلقى الاتحاد الأوروبي، مقترحات أوكرانية حول هذا الموضوع، وقال مسؤول أوروبي طلب عدم نشر اسمه، "في هذه المرحلة، ندرس هذه المقترحات بالتفصيل"، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي لا يرى أي سبب لاستبدال بعثة منظمة الأمن والتعاون في شرق أوكرانيا.
من جهتها، تقترح كييف إضافة قوة جديدة لحفظ السلام مع مراقبي المنظمة، وأكد مسؤول الإدارة الرئاسية الأوكرانية بوريس لويكين، مطلع أبريل، أنه كلما كان لدينا مراقبين دوليين مستقلين، كلما تراجعت مخاطر عودة الأعمال العدائية.
وفي وقت تتلقى فيه أوكرانيا أموالا من الغرب تجنبا لإفلاسها، أصبح صبر الأوروبيين ينفذ بانتظار تحقيق الإصلاحات التي وعدت بها السلطات الموالية لهم، خصوصا في مجال مكافحة الفساد.
وأشار المسؤول الأوروبي، إلى أن القمة ستركز على تحديات الإصلاح، وتطبيقها فعليا، وتغيير حقيقي في حياة الناس".
وفي مقال نشرته صحيفة "جارديان" البريطانية الجمعة الماضي، اعترف بوروشينكو بأن أوكرانيا كثيرا ما فشلت في تلبية الوعود التي قطعت لمواطنيها والمجتمع الدولي.
لكنه أكد أن أوكرانيا جديدة سترقى إلى مستوى التزاماتها، وستمضي قدما في طريقها إلى الاتحاد الأوروبي، رغم العقبات العديدة.