«تربويون»: تشعب المسارات يخفف التوتر ويقلل التنافس على كليات القمة
«شوقي»: تعدد محاولات التقييم يقضى على ظاهرة الاستغلال في «السناتر»
شوقى
اتفق عدد من خبراء التعليم والتربويين على أن نظام الثانوية العامة الجديد «متعدّد الفرص والمسارات» سيقضى على بُعبع الثانوية العامة لأسباب كثيرة، على رأسها اختفاء فكرة الفرصة الواحدة ووجود أكثر من بديل أمام الطالب لتعويض أى إخفاق قد يحدث فى أى مادة، أو بعض المواد.
وقال د. تامر شوقى، الخبير التربوى، إنّ الدولة تسعى إلى التطوير الشامل للمنظومة التعليمية، ويُمثّل تطوير الثانوية العامة أحد التحديات المهمّة، خاصة بعد أن شهدت السنوات الأخيرة الكثير من المشكلات التى ضربت كل عناصر منظومة الثانوية العامة، سواء فى المناهج، التى تعتبر منفصلة عن الواقع وعن تطورات الحياة المعاصرة.
كما تتضمّن معلومات قديمة ومتكرّرة، أو فى عجز المعلمين وعدم تدريبهم على نُظم الامتحانات المطورة، أو لجوء الطلاب إلى سناتر الدروس الخصوصية كبديل للمدارس التى فقدت دورها التربوى والتعليمى، بالإضافة إلى التغيير غير المبرّر وعدم استقرار نظم الامتحانات والتقويم فى السنوات الأخيرة، الأمر الذى أثار حالة من القلق والتوتر لدى معظم الأسر المصرية.
وعن نظام الثانوية الجديد، قال «شوقى» إن تعدّد مرات التقييم معناه دخول الطالب امتحانات متعدّدة فى المقررات نفسها، الأمر الذى يعنى ضرورة تمكن الطالب من المقررات الدراسية المختلفة، والتقليل من استغلال المعلمين للطلاب بالدروس الخصوصية، كما يحدث فى نظام الفرصة الواحدة، حيث يكون الطالب واعياً بوجود فرص للتعويض فى أى امتحان».
وعن كيفية القضاء على بُعبع الثانوية العامة، قال الخبير التربوى، إن تطوير الثانوية يحتاج إلى أكثر من مسار، ويشمل ذلك تطوير المناهج بما يتّسق مع المناهج المطورة فى المراحل التعليمية السابقة، وكذلك المناهج ذات الصلة بالجامعات، مع مراعاة الاهتمام الأكبر بعلوم المستقبل، مثل الذكاء الاصطناعى وريادة الأعمال، وإعادة الدور التربوى والتعليمى للمدرسة، وتقليص دور السناتر، وسد العجز فى معلمى المرحلة الثانوية وإكسابهم مهارات الشرح.
وصياغة الأسئلة المطورة: «من المهم، تفعيل تعدّد المسارات فى الثانوية العامة مع وجود مواد مشتركة فى كل المسارات، وأن يكون توزيع الطلاب على المسارات المختلفة بناءً على التوجيه التعليمى والتربوى فى ضوء درجات الطالب فى المقرّرات ذات الصلة بالمسار فى الشهادة الإعدادية، وليس فقط بناءً على رغبات الطالب، وتطبيق مبدأ تعدّد فرص دخول الطالب الامتحانات، وعدم إجراء أى تغييرات فى نظام الثانوية العامة الجديد إلا بعد مرور خمس سنوات على تطبيقه، وإذا كانت هناك ضرورة لذلك، مع خلو الامتحانات من الأخطاء، سواء العلمية أو اللغوية، والتوسّع فى إنشاء الجامعات بما يضمن قبول العدد الأكبر من الناجحين».
من جانبه، قال الدكتور عاصم حجازى، الخبير التربوى وأستاذ علم النفس التربوى المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، إن تطبيق نظام متعدّد المسارات فى الثانوية العامة يأتى تجاوباً مع التغيّرات التى طرأت على سوق العمل، والتى باتت تعتمد على التخصّصات البينية بشكل كبير، ويعطى هذا النظام قدراً أكبر من الحرية للطالب فى اختيار ما يناسبه، وفقاً لقدراته، حيث يسمح هذا النظام باختيار أكثر المسارات توافقاً مع مجموع ما يمتلكه الطالب من قدرات، وهو نظام يتمتّع أيضاً بقدر كبير من المرونة تسهم فى التخلص من قدر كبير من الضغوط المصاحبة للثانوية العامة.
وأكد الخبير التربوى أن النظام المقترح بتعدّد المسارات والفرص، يمكن أن يُخفّف إلى حد كبير من الشعور بالقلق والتوتر ويُقلل حدة المنافسة بين الطلاب على كليات بعينها، وبالتالى يقضى على بُعبع الثانوية العامة من ناحية وعلى الدروس الخصوصية والغش من ناحية أخرى، لأنه يتيح للطالب مسارات متعدّدة تناسب قدراته، وبالتالى يمكنه الاعتماد على نفسه فى اجتيازها، خاصة فى ظل تحرّره من مشاعر الخوف والقلق والتوتر، ويمكن أيضاً إضافة إلى ما سبق أن يتم تطبيق نظام التنسيق المرن، الذى يعتمد على اختبارات قدرات يحدّدها كل قطاع، إلى جانب نتيجة الثانوية العامة، بحيث لا تكون الثانوية العامة هى البوابة الوحيدة للالتحاق بالجامعة.