"الوطن" فى منزل "الشهيد عيد": الأب يطالب بمحاسبة المقصرين
مدق ترابى، تحفه الزراعات من جانب، وترعة من الجانب الآخر، هو طريق الوصول الوحيد لمنزل الشهيد محمد عيد، بقريته الهادئة «كفر مجر»، التابعة لمركز دسوق فى محافظة كفر الشيخ، التى وارت شهيدها ضحية تفجير استاد كفر الشيخ، الذى استهدف طلاب الكلية الحربية أمس الأول. داخل منزل أنيق، يجلس الأب المكلوم «عيد عبدالنعيم» مرتدياً عباءة بنية اللون، وإلى جانبه أقارب يشدون على كتفه فى مصابه، الأب يقول إنه لم يكن يوافق نجله على الالتحاق بالحربية: «كنت شايف إنه مش هيقدر يخشها، إحنا ملناش واسطة ومش قد الوسايط»، ويضيف: «محمد كان يرد غاضباً: لا إن شاء الله هخشها»، يشرح الأب موقفه: «كان يهمنى مستقبله فى أى مكان».
ينتقد الأب الإجراءات التأمينية على الطلاب: «المفروض تكون الحافلة متأمنة.. إحنا مش راميين عيالنا»، ويتابع: «رافقت نجلى مرة واحدة لمقر الاستاد موقع تجمعهم ولكن الشاب رفض تكرارها مرة أخرى، قال لى أنا مش صغير عشان توصلنى زى العيال الصغيرة». ويتذكر «عيد» عودة نجله من الكلية كل إجازة قائلاً: «كان بيخش عليا فرحان ويقول أنا من الأوائل»، ويتذكر حينما كان يرفض الحديث عن الكلية والتدريبات: «كان بيقولنا دى أسرار.. هما علمونا كده فى الكلية، كلما حاولت أن أطمئن على أخباره، ولكنه كان يؤمن دائماً أن الشىء الأهم هو سلامته قبل أى شىء.. كان بيحب القوات المسلحة.. ودايماً كان بيدافع عنها ضد أى حد يحاول يسىء ليها». «المفروض اللى يتحاسب الأول.. اللى قصر فى تأمين الباص قبل اللى عمل العملة»، بهذه الكلمات طالب الرجل المكلوم بمحاسبة المقصرين فى تأمين الطلاب وموقع تجمعهم. ويقول شقيقه «أحمد عبدالنعيم»: «أنا اللى شفت الجثة، أبوه مقدرش يشوفها.. كان صعب جداً التعرف عليها عشان حالتها».