16 إبريل.. يوم "حلو ومر" في حياة "مبارك"
16 أبريل.. هو تاريخ جمع تناقضات في حياة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك وحزبه المنحل، والذي يظهر وكأنه يوم "حلو ومُر" في آن واحد، كما حمل فرحة لكل الثوار.
ففي نفس اليوم من عام 1975، عين الرئيس محمد أنور السادات مبارك نائبا له، ومن هنا برز كشخصية سياسية، وبدأ في رحلة الألف ميل، التي حملته إلى كرسى الرئاسة، ليحكم مصر لمدة 30 عامًا.
وعلى الرغم من أن مبارك وصل إلى الحكم بالانتقال الشرعي له كنائب للسادات إلا أن طوال فترة حكمه لم يعين نائبا له، وظل المنصب فارغا حتى اندلعت ثورة 25 يناير، واختار مبارك الراحل عمر سليمان الذي كان يشغل وقتها منصب رئيس جهاز المخابرات ليصبح أول نائب له.
وأقدم مبارك على هذا القرار لينفي للشعب الذي خرج ثائرًا فكرة توريث الحكم إلى نجله جمال الذي كان يشغل منصب رئيس لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم وقتها.
من جهة أخرى.. يظهر اليوم المُر الذي حمله "أبريل" من العام 2011، ففي نفس التاريخ بعد مرور 36 عاما، أصدرت المحكمة الإدارية العليا حكما بحل الحزب الوطني الذي كان مبارك يرأسه خلفا للسادات، لينتهي بهذا القرار تاريخ الحزب الذي حكم مصر منذ عام 1978.
[SecondImage]
33 عاما هي مدة حكم الحزب الوطني، لم ينافسه أي حزب آخر على قيادة الدولة، إلا أن حرق الحزب في ليل 28 يناير 2011، "جمعة الغضب"، كان إعلان غير رسمي من الشعب لنهاية حكم الوطني لمصر.
وربما يظل شهر أبريل هو التاريخ الأسود في حياة الحزب بعد أن أصدر رئيس الوزراء، إبراهيم محلب قرار في 15 أبريل 2015 بهدم مبنى "الحزب الوطني" الذي صممه المهندس محمود رياض على كورنيش النيل.
والمبنى شُييد في عهد الرئيس جمال عبد الناصر ليكون مقرا للاتحاد الاشتراكي، بعد ذلك تم تخصيصه مقرا للحزب الوطني الذي أسسه الرئيس الراحل أنور السادات.
وفي عهد مبارك، تم تخصيص جزء منه للأمانة العامة للحزب الوطني والمجلس الأعلى للسياسات، بينما تم استغلال الجزء المتبقى مقار لعدد من المجالس القومية المتخصصة بالإضافة إلى مجلس الشوري، إلى أن تم حرقه ونهب محتوياته يوم جمعة الغضب في 2011.