بدء الانتخابات الرئاسية والتشريعية فى السودان..وعمر البشير يتجه للفوز
فتحت مراكز الاقتراع أمام الناخبين السودانيين، أمس، فى إطار الانتخابات العامة (رئاسية وبرلمانية)، التى تستمر 3 أيام. ويتوجه السودانيون لاختيار رئيسهم ونوابهم فى الانتخابات الرئاسية والتشريعية التى تقاطعها أحزاب المعارضة، وينافس 15 مرشحاً الرئيس الحالى عمر البشير، الذى يطمح لولاية رئاسية جديدة بعد 26 عاماً فى الحكم، فيما يتنافس 44 حزباً فى انتخابات البرلمان وأعضاء مجلس الولايات فى بلاد يبلغ عدد سكانها 38 مليون نسمة، وفق المفوضية القومية السودانية للانتخابات، ويحق لنحو 13 مليون سودانى الإدلاء بأصواتهم. وبدت الشوارع فى العاصمة السودانية هادئة إذ أعلنت الحكومة السودانية فى وقت متأخر من مساء أمس الأول عن أن أول أيام الانتخابات عطلة رسمية. وتنظم الانتخابات على 3 أيام وتشمل، إضافة إلى انتخاب الرئيس لولاية من 5 سنوات، انتخاب 354 عضواً فى البرلمان وأعضاء مجالس الولايات. وحتى منتصف نهار أمس، بدت المشاركة ضعيفة نسبياً فى العاصمة الخرطوم، ويتوقع صدور النتائج نهاية أبريل. ويراقب العملية الانتخابية 15 منظمة دولية من بينها جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقى والهيئة الحكومية للتنمية فى شرق أفريقيا «إيجاد»، بحسب المفوضية.
وشارك الرئيس «البشير» ترافقه إحدى زوجتيه فى عملية الاقتراع فى مدرسة «سان فرنسيس» الابتدائية فى حى المطار فى الخرطوم، ورافقه المصورون إلى داخل مركز الاقتراع فيما انتظر الصحفيون -الذين تخطى عددهم الناخبين الموجودين- فى الخارج. ودخل «البشير» مبتسماً وهو يردد عبارة «السلام عليكم» للناخبين وغالبيتهم من قوات الأمن (الشرطة والجيش) الذين يصوتون فى المركز ذاته، وترى وكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس» أنه من المتوقع أن يفوز «البشير»، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، بولاية رئاسية جديدة.
من جهتها، دعت أحزاب المعارضة الناخبين إلى المقاطعة وعدم المشاركة فى التصويت معتبرة أن الأوضاع فى البلاد لا تسمح بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة. وقالت نائبة رئيس حزب «الأمة القومى» المعارض، مريم الصادق المهدى، إن العملية الانتخابية فى السودان من دون جدوى. وتتهم منظمات حقوق الإنسان «البشير» بقمع المعارضة عبر حملة تنال من الإعلام والمجتمع المدنى. وانتقد الاتحاد الأوروبى الانتخابات السودانية، إذ قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى، فيديريكا موجيرينى، الخميس الماضى، إنه لا يمكن للانتخابات المقبلة أن «تعطى نتائج ذات مصداقية وقانونية فى كل أنحاء البلاد، بعض المجموعات مستبعدة والحقوق المدنية والسياسية مغتصبة».
فيما حذرت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا من «غياب أجواء تساعد على إجراء انتخابات نزيهة وتشاركية». وتعهد متمردون بتعطيل العملية الانتخابية فى المناطق التى تشهد نزاعات، وبرغم تأكيد مسئولين أن المتمردين لن يعطلوا الانتخابات فى مراكز الاقتراع البالغ عددها 7100 فى كافة أنحاء البلاد، فإن العملية الانتخابية لن تنظم فى إحدى دوائر دارفور وفى 7 دوائر فى جنوب كردفان وذلك لأسباب أمنية.