"أوكا وأورتيجا ووزة" فى فيلم وثائقى: المهرجانات "مش خبط حلل"
«المهرجانات مش خبط حلل» تحت هذا العنوان قررت المخرجة المصرية سلمى الطرزى أن تخترق عالم موسيقى المهرجانات الشعبية فى 70 دقيقة، هى مدة عرض الفيلم الوثائقى «اللى بيحب ربنا يرفع إيده لفوق»، الذى تتناول من خلاله رحلة صعود المطربين الشعبيين، وكشف كواليس هذا العالم، والانتشار المتسارع لهذا النوع من الموسيقى والأغانى ذات الطابع الخاص، التى يعتبرها البعض أغانى شعبية من الدرجة الثانية، فى الوقت الذى نجحت فى جذب شباب المناطق الراقية بل وصلت شهرتها للمهرجانات العالمية.
تستعد دور العرض لاستقبال الفيلم الوثائقى الطويل فى الفترة من 22 حتى 28 أبريل الحالى لمدة أسبوع فقط، الذى حصلت من خلاله سلمى الطرزى على جائزة أفضل مخرج عربى فى مسابقة «المهر العربى للأفلام الوثائقية» من مهرجان دبى السينمائى الدولى فى دورته عام 2013، كما حصل الفيلم على منحة إنتاجية من الصندوق العربى للثقافة والفنون «آفاق».
«هل تنجح الموسيقى الشعبية فى تكسير القيود والوصول إلى العالمية؟» هو السؤال الذى طرحته المخرجة الشابة من خلال الفيلم الوثائقى، بعد أن استغرقت ما يقرب من العام والنصف فى تصويره وتتبع أبطاله فى كل مكان يذهبون إليه، موسيقى المهرجانات وفيما يتعلق بالفكرة الأساسية للفيلم قالت «الطرزى» لـ«الوطن»: «المهرجانات هو فن جديد نشأ فى المناطق الشعبية فى السنوات الأخيرة، واكتسب شعبية ضخمة بين الشباب بمختلف طبقاتهم الاجتماعية، الفيلم يتتبع عن قرب رحلة صعود (أوكا وأورتيجا ووزة)، والتحديات التى تواجههم فى مجتمع طبقى وسوق فنى تجارى يتعامل مع أى فن جديد بالرفض أو بمحاولة الاستغلال، فحاولت من خلال الفيلم أن أنزع غلاف الغموض والإثارة التى تحيط بعالم المهرجانات، ويتعامل مع الشباب بشكل واقعى وموضوعى، كما يظهر الصراعات والتحديات التى يواجهها الفنانون الجدد فى التعامل مع المجتمع الطبقى وأخلاقيات الطبقة الوسطى، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على علاقة السوق التجارية بالفن الذى ينجح فارضاً نفسه خارج السياق». ولم تكن الصعوبات التى واجهت المخرجة قوية، فى الوقت الذى شكلت تحديات كبيرة أمام أسرة الفيلم، فتصفها المخرجة بأنها «مغامرة طويلة»، قائلة: «فى البداية مثلت قلة الأموال والإمكانيات مشكلة، فاضطررنا للعمل بإمكانيات منخفضة والتصوير بكاميرا صغيرة أشبه بكاميرا الموبايل، وفى الوقت الذى تحسنت فيه الظروف المادية قررت أن أكمل تصوير الفيلم وحدى دون الاستعانة بمصور، لأن تلك الظروف خلقت بينى وبين الشباب حالة من الحميمية والاطمئنان لم أرغب فى إفسادها بإدخال شخص جديد».
بالرغم من اختلاف الموضوعات التى تناولتها سلمى الطرزى خلال مسيرتها كمخرجة أفلام وثائقية، فإنها اختارت موضوع الفيلم، حيث وجدت فى هذا النوع من الغناء تمرداً على النظام حتى ولم يكن بشكل سياسى مباشر أو بشكل مقصود: «المهرجانات خارج سيطرة السوق ومتحررة من القيود المحافظة للطبقة المتوسطة ومتحققة بالكامل خارج سيطرة السوق والرقابة والدولة، بالنسبة لى عندما بدأت أهتم بالموضوع فى البداية كان هذا نموذجاً مصغراً للثورة، (أوكا وأورتيجا ووزة) كانوا أكثر الفنانين الذين جذبونى وشعرت أنهم متميزون عن الباقين وقتها».
«اللى بيحب ربنا يرفع إيده لفوق» هى جملة شهيرة يكررها الفنانون فى الأفراح والحفلات لتوحيد الجمهور على حركة واحدة، وجدت «الطرزى» أنها تعبر عن عالم المهرجانات بمفرداته الخاصة بشكل واضح فاختارتها كعنوان أساسى لتجربتها الفريدة التى تختلف بشكل كبير عما قدمته من قبل، فوضحت «سلمى»: «المختلف هو تجربة المعايشة لمدة طويلة وهذا ما يجعل الشخص يعيد ترتيب أفكاره، ويعيد اكتشاف عالمه، ويكتشف خطأ النظريات التى كان يتعامل معها كأنها أمر واقع، قبل أن يتعامل مع الناس ويتعايش معهم».