سياسيون وقانونيون: تصريحات الرئيس «ابتزاز» لقوى المعارضة
وصف عدد من القانونيين والسياسيين، تصريحات الرئيس محمد مرسى، أثناء زيارته لمحافظة أسيوط أمس الأول، التى أكد فيها امتلاكه تسجيلات كثيرة لمن وقف مع الثورة ومن وقف ضدها، بأنه «ابتزاز للمعارضة»، وأشاروا إلى أنه من السهل العبث بمثل هذه التسجيلات.
وقال منتصر الزيات، محامى الجماعة الإسلامية، «من المؤسف أن تصدر مثل هذه التصريحات من رئيس الجمهورية، لأنها تحمل ابتزازاً للمعارضة»، وأشار إلى أن الرئيس لو كانت لديه معلومات بارتكاب جرم أو مؤامرة فواجب عليه أن يتقدم بها للقضاء، وأشار إلى أنه قانونياً أى إذن تسجيل لا بد أن يصدر من قاضى التحقيقات فى إطار جريمة يحقق بشأنها ولمدة محدودة.
وقال نجاد البرعى الناشط الحقوقى ورئيس المجموعة المتحدة للاستشارات القانونية، «من الأفضل لمرسى أن يتوقف عن الخطب، لأنه من العيب أن يستمع لتسجيلات صوتية من المعروف أن وراءها فرق اتصالات موجودة منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتخص الأمن القومى، وإما أن تكون جماعة الإخوان هى التى تتنصت على الشعب مما يعد جريمة».
وأضاف: «من المعروف أن الإخوان أكثر فصيل سياسى عانى من موضوع التسجيلات مع الأنظمة السابقة واليوم يتبعون نفس السياسة، لكن على مسمع ومرأى من الجميع»، وشدد على أن هذه التسجيلات من السهل جداً العبث بها، كما أنها لا تعد دليلاً على إدانة أى شخص.
وأوضح أن القانون لا يعطى موافقة على التسجيل والتنصت إلا فى حالة تتبع جريمة فقط، وذلك بإذن أو بقرار مسبق من قاضى التحقيقات، وأشار إلى أنه من الممكن أن تكون هذه التصريحات «ابتزاز» لشخصيات عامة، مما يمثل عيباً كبيراً لا يصح أن يصدر عن رئيس الجمهورية.
بدوره، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن حديث الدكتور مرسى عن وجود تسجيلات لأحداث الثورة يُعد تهديداً لقوى المعارضة التى قويت شوكتها خلال الفترة الأخيرة، خصوصاً أنصار الفريق أحمد شفيق المرشح السابق لرئاسة الجمهورية.
وأضاف لـ«الوطن»، أنه إذا كانت هناك تسجيلات بالفعل لأحداث الثورة فعلى مرسى أن يعلن كيفية حصوله عليها، ومَن سجلها، فى وقت كانت فيه البلاد فى حالة فوضى، وأيضاً من حمى هذه التسجيلات فى حين أعدمت أخرى.
وقال: «هذا هو نفس الأسلوب الذى يلجأ إليه أى شخص ضعيف لا يملك أهدافاً قوية واستراتيجيات لعمله فيلجأ لإضعاف الطرف الآخر، لكنها مجرد فرقعة إعلامية لتقليل جهودهم وشعبيتهم أمام الرأى العام، فى مقابل تعزيز مكانته هو».