بكار: استحالة قيام إسرائيل بـ"عمل عسكري" ضد إيران
أكد نادر بكار مساعد رئيس حزب النور، علم تل أبيب بالرغم كل صياحها ووعيدها استحالة انفرادها بعمل عسكرى مباشر ضد طهران، مشيرا إلى أن اتفاق طهران وتل أبيب ليس مستحيلًا، ولكنه غير مرغوب فيه وسيضعف جدوى وجود حزب الله فى لبنان، وحجة اليمين الإسرائيلى العنصرى أمام شعبه، مضيفا أن كل شىء قابل للتجزئة والتفاهم بين الاثنين ولو بشكل ضمنى.
وأضاف بكار على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "الإيرانيون يدركون جيدا أن لكل مكسب استراتيجى خسائر تكتيكية لابد من تحملها، ولعل التصدع الكبير الذى لحق بأسطورة (المقاوم الأوحد) القادر على مجابهة إسرائيل هو أحد أبرز هذه الخسائر المرحلية، على الأقل فى نظر الشعوب العربية البسيطة، ويكفى تذكر مشهد شوارع القاهرة تعج بصور (نصر الله) زعيم حزب الله اللبنانى الإيرانى إبان حرب العام ٢٠٠٦ تأييدا واحتفاء ومقارنتها بالمزاج الشعبى العربى العام المؤيد لعاصفة الحزم بعد تسع سنوات لإدراك حجم هذه الخسارة".
وأشار بكار، إلى أن الإيرانيون قبل غيرهم يدركون استحالة التفاوض العلنى الرسمى مع تل أبيب سواء أكان التحاور من أجل إزالة المخاوف أو لترتيب الوضع فى المناطق الحساسة مشتركة الاهتمام، مؤكدا أن طهران لن تتحمل تصدعا أكبر يلحق بركن أساسى من أركان دعايتها الدينية والسياسية منذ ثورة الخومينى وحتى اليوم، الركن الذى يشكل مع غيره زمام سيطرة محكم للنظام القمعى الإيرانى على شعبه فى الداخل وذريعة توسعية جاهزة ومضمونة لأذرعته فى الخارج.
وأوضح بكار، بحسابات الحاضر والمستقبل حصل الإيرانيون على كل شىء وبإزائهم لم يخسر الغربيون أى شىء، الإيرانيون حصلوا على اعتراف غربى ضمنى بالإمبراطورية الفارسية الجديدة، و ضمنوا غض الطرف عن التمدد الفارسى فى العراق وسوريا ولبنان، و كسبوا زيادة سنوية فى عائدات النفط تقدر بستين مليارا من الدولارات دفعة واحدة بعد رفع العقوبات، وكل التزاماتهم فى المقابل هى هدنة التقاط أنفاس مؤمنة المخاطر غير باهظة التكلفة حتى ولو كانت تأجيلا للحلم النووى، فما تحقق على الأرض بدونه أكبر بكثير من عبء تحمل إتمامه على الأقل فى الفترة الراهنة.
وتابع بكار:" قبلنا نحن مضطرين تركيز جهودنا على تحرير اليمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وفضل الإيرانيون فى الوقت نفسه التراجع التكتيكى عن التمدد فى هذه البقعة البعيدة نسبيا من ناحية الجغرافيا رغم قربها من ناحية البيئة الأيديولوجية الخصبة، لكن الرهان على المكون الحوثى كعامل مهدد لاستقرار اليمن سيظل ورقة ضغط رابحة فى يد طهران تلوح بها من حين لآخر حسب الحاجة".
وأضاف أن رفض أغلبية الكونجرس الأمريكى رفضا لن يؤثر من وجهة نظرى على اتجاه دوران العجلة، قد يبطئ سيرها لكنه لن يوقفها أو يحول مسارها.