مصادر: "المستريح" بدأ بائعاً لـ«كروت الشحن» وتحول إلى مليونير
أمر المستشار هشام بركات، النائب العام، بمنع أحمد مصطفى إبراهيم، المعروف بـ«المستريح»، الذى استولى على مئات الملايين من المواطنين فى قنا بزعم توظيفها، من السفر، وقرر ضبطه وإحضاره، وبدأت نيابة الشئون المالية والتجارية التحقيق.
وقال اللواء أمجد شافعى، مساعد وزير الداخلية، مدير الإدارة العامة للأموال العامة، إن الإدارة بالفعل تلقت العديد من بلاغات ضحايا «المستريح»، لافتاً إلى أن الإدارة بدأت تلقى البلاغات، منذ ليلة أمس الأول، وحتى الآن. وأضاف، فى تصريحات لـ«الوطن» أنه تم تشكيل فريق بحث، من ضباط الأموال العامة، بالتنسيق مع مديريات الأمن التى يتبعها الضحايا، لفحص تلك البلاغات، وإجراء التحريات اللازمة.[FirstQuote]
وتابع «شافعى» أن ضباط الإدارة يعكفون على فحص البلاغات فحصاً دقيقاً، وسماع أقوال مقدميها من قِبل ضباط إدارة النقد، وستجرى تحريات موسعة بشأن الواقعة، لضبط المتهم خلال الساعات القليلة القادمة، وتقديمه للنيابة. وطمأن المواطنين بأن الإدارة، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المعنية، لن تدخر جهداً فى ملاحقة المتهم، والقبض عليه، مناشداً فى الوقت نفسه الجميع عدم الانسياق وراء إعلانات توظيف الأموال. وقالت مصادر مقربة من المتهم: «إن المستريح يبلغ من العمر 32 عاماً، وهو من أهالى قنا، وحاصل على بكالوريوس تجارة، وبدأ حياته عاملاً فى سوبر ماركت، وأثناء عمله عرف كيفية الحصول على كروت شحن وبيعها، وكيف يكسب منها، وأثناء ذلك بدأ يكوّن مع 10 من أصدقائه شركة صغيرة للتجارة فى كروت الشحن، قبل أن يتجه إلى جمع الأموال من الأهالى لتوظيفها فى شراء الكروت، وكان يعطيهم عائداً شهرياً». وأضافت المصادر: «فى آخر 3 سنوات، بدأت عمليات بيع الأراضى والعقارات فى قنا، خصوصاً مراكز شمال المحافظة، وكان المتهم يعمل فى مجالات العقارات والسمسرة، ويدفع للأهالى 12% عائداً شهرياً، ما جعلهم يقبلون عليه، ويلقبونه بالمستريح، ومعناها ألا يتعب أحدهم فى جمع الأموال وزراعة الأراضى وبناء العمارات، بل يبيعون الأرض ويأخذون أموالاً (ع المستريح)، دون عناء أو تعب، وبعض الأهالى باعوا عقارات فى القاهرة والجيزة والإسكندرية وسلموه أموالهم، وكان يدفع عائداً لجميع ضحاياه حتى ديسمبر الماضى، لكن توقف، ما جعل الأهالى يشعرون بالقلق، خاصة أن أحدهم دفع 90 مليون جنيه جمعها من أقاربه وجيرانه، وأحدهم دفع 30 مليون جنيه، وهبطت الأرقام المدفوعة للمستريح إلى 70 ألف جنيه، لمزارع من قنا، باع جاموسة وقطعة أرض، وكان يحصل على 5 آلاف جنيه شهرياً، ما يمثل دخلاً كبيراً له، بعيداً عن العمل فى الزراعة».
وشرحت المصادر: «المستريح بدأ منذ عام ونصف فى تكوين شبكة له من المندوبين، مهمتهم جمع الأموال من الأهالى، مقابل شيكات وإيصالات أمانة، وكان المندوب يحصل على 15 ألف جنيه نسبة عن كل زبون جديد يقدمه للمستريح، وكان المندوبون يتجولون فى قرى المحافظة، بحثاً عن زبائن جدد يحصلون من ورائهم على أموال. ولم يتوقف الأمر عند أصحاب العقارات والأراضى فى قنا، لكنه وصل إلى قيادات أمنية ومستشارين وموظفين كبار، بعض منهم يعمل فى جهات سيادية».
وأكدت المصادر: «المتهم كان يستغل صوره مع الشخصيات العامة، وعاملين فى مؤسسة الرئاسة، حتى يكسب ثقة الجميع، وعندما توقف عن الدفع، بدأت المطاردات والجلسات العرفية، ووعدهم المتهم بدفع جميع الأموال يوم 5 أبريل الماضى، وطلب منهم الصمت حتى هذا التاريخ، وهو ما حدث، حتى مساء أمس الأول». وقالت: «للمستريح ضحايا خارج مصر أيضاً، وهم بعض أبناء قنا، الذين يعملون فى الخليج منذ سنوات، وزوجات هؤلاء قدمن الأموال إلى بعض المندوبين، مقابل عائد شهرى، وضاعت تحويشة وشقاء السنين، الأمر الذى تسبب فى طلاق أكثر من 10 سيدات فى مدينة دشنا، وقرية أبومناع أولاد على».