"إخوان" وسلفيو الأردن يصفون منظمي حفل "ميتال" بـ"عبدة الشيطان"
لا تزال موسيقى الميتال تثير جدلا أينما سُمعت في الدول العربية، خاصة مع تنامي دور تيار الإسلام السياسي بعد ثورات الربيع العربي. فبعد فترة قصيرة من الخلاف الذي نشب إثر الإعلان عن حفل ميتال في ساقية الصاوي بالقاهرة، هدد منتسبون للتيار السلفي الجهادي في الأردن، باقتحام حفل ميتال، بدعوى أنه حفل لـ"عبدة الشيطان" في أحد مقاهي الأردن الشهيرة.
وتوافد مئات الأردنيين من الشباب والفتيات، على أحد مقاهي الأردن الشهيرة، استعدادا لاحتفالية كبيرة لموسيقى الميتال، وهو ما أثار تساؤلات حول طبيعة الاحتفالية وهوية مقيميها وحقيقة انتماءاتهم، وما إذا كان الأمر يتعلق حقا بـ"عبادة الشيطان"، أم أن الأمر لا يتجاوز عشق الشباب لنمط موسيقي صاخب لا أكثر.
وأشارت صحيفة "الديار" الأردنية إلى أن مجموعة من السلفيين هددوا باقتحام المقهى لتطبيق "الحد" عليهم، بسبب مخالفتهم لأوامر الله، على حد قولهم.
جماعة الإخوان المسلمين بالأردن أدانت إقامة الاحتفال أيضا، ووصفته بأنه احتفال لـ"عبدة الشيطان" في أحد مقاهي عمان، واعتبرته تحديا لقيم الشعب الأردني وهويته العربية والإسلامية، وانتهاكا صريحا لأحكام الدين والعادات الأردنية.
وأصدرت جماعة الإخوان المسلمون بالأردن، بيانا أكدت فيه أن الاحتفال أقيم تحت حراسة ورعاية أمنية، مستنكرة منح تراخيص رسمية لمثل تلك الحفلات.
وقال نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين، زكي بن أرشيد، إنه لو ثبت أن الاحتفال أقامه "عبدة الشيطان" بالفعل، فإن الأمر يعتبر استفزازا صريحا للشعب الإسلامي بوجه عام، والأردني بوجه خاص، مضيفا أن قرار إقامة الحفل تتحمل مسؤوليته الحكومة لأنه يؤدي إلى زيادة الاحتقان بين الأطياف المختلفة.
الخلاف حول موسيقى الميتال في الأردن، ليس الأول من نوعه، ففي العام 1997 حدث ما يمكن تسميته انتكاسة في عالم الميتال، خاصة بعد إلقاء القبض على عدد كبير من نجوم الميتال في الأردن. وبسبب إقامة الحفل كما هو مقرر، بحضور عدد من قوات الأمن والدرك وسيارات الإسعاف والإطفاء، أقدم مجهولون على حرق الخيمة التابعة للمقهى الذي أقيم فيه الحفل الخاص بما وصفه موقع "صوت البلد نيوز" الأردني، بأنه حفل عبدة شيطان.
كما وقعت اشتباكات بين رجال الأمن من جهة وعدد من المنتمين للتيار السلفي من جهة أخرى، في محيط مكان الاحتفالية، بحجة أنهم شاهدوا مشاهد خليعة من قبل المشاركين في الحفل، وفرقت قوات الدرك فجر اليوم، تجمهرا أمام المقهى بعد القبض على 5 حاولوا الوصول إلى مكان الاحتفال.
ومن اللافت أن الموقع الأردني أشار إلى أن المقهى الذي أقيم فيه الحفل بمنطقة "عبدون"، مغلق منذ العام 2001، ولا يفتح إلا مرة واحدة بالعام، وهو اليوم الذي يقام فيه الحفل.