ظل واقفًا يداعبها في صمت، ينتظر سماع همساتها كالمعتاد، إلا أن الموت كان يقف لها بالمرصاد، لترحل الطفلة ريم ذات الـ5 أعوام، في صمت بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنزل أسرتها، ويودعها جدها خالد نبهان، الذي كان متواجدًا معها في نفس لحظة استشهادها، في حزن وألم، إذ حمل جثمانها بين يديه وظل يداعبها مناديًا إياها بـ«روح الروح» وقلبه يبكي دمًا لفراقها، كاشفًا لـ«الوطن»، تفاصيل الليلة الأصعب على الإطلاق في حياته.
بطل فيديو «روح الروح» نجونا من الموت بأعجوبة
«نبهان» ودع حفيديه في يوم واحد، بعد استشادهما في قصف لجيش الاحتلال الإسرائيلي قبل بدء سريان الهدنة في غزة، لتوثق عدسات هواتف من كانوا حاضرين إلى جواره، كيف زف حفيديه اللذان كانا في عمر الزهور إلى الجنة، إذ حمل «ريم» بين يديه وظل ينادي عليها بـ«روح الروح» قبل أن يضعها في الكفن مع شقيقها، وهو الفيديو الذي انتشر مثل النار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهز قلوب العرب جميعا: «أنا الحمد لله بخير، عندي جروح بسيطة لأني كنت متواجد معهما في البيت، وسقط علينا الشباك أنا وزوجتي، إلا أنّ العناية الإلهية أنقذتنا في آخر لحظة من الموت، بعد القصف الذي حدث في منزل ابنتي، وراح ضحيته ريم روح (الروح) وشقيقها طارق».
«نبهان»: جميع أبنائي مصابين
التقط الرجل الخمسيني أنفاسه، متذكرًا ما حدث في ذلك اليوم الأليم، إذ أصيب جميع أبنائه، وبينهم «ميسا» والدة ريم: «الحمد لله بنتي ميسا بخير، وشقيقتها رتيل بتتعافي من الإصابات، بينما ابني الأصغر محمد في أولى جامعة، يعاني من بعض الكسور في يده اليمنى، وابني عمرو 3 جامعة، يعاني من صدمة نفسية حادة، والحمدلله على كل حال» وفقًا لما رواه لـ«الوطن».
جد الطفلة ريم: «لولا عناية الله لهلكنا»
الفيديو المتداول، رصد لحظات الاطمئنان والرضا التي سيطرت على «نبهان» لحظة استشهاد حفيديه: «كأن بركان انهال علينا ساعة القصف، ولولا عناية الله لهلكنا، وأحفادي دلوقتي في الجنة وده عزائي الوحيد»، كانت هذه هي الكلمات التي وصف بها الرجل الخمسيني، لحظة قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمنزله، وعلى الرغم من مصابه الأليم، إلا أنه راضيا بقضاء الله: «الحمد لله على كل حال، وحسبي الله ونعم الوكيل».
تعليقات الفيسبوك