«أم عابد» فلسطينية أجبرت على النزوح وترك جثة زوجها أمام مستشفى الشفاء: قلبي انفطر
جثث الشهداء أمام مستشفى الشفاء الطبي
دماء وأشلاء وجثامين غير مكتملة الأطراف، كان ذلك هو المشهد الذي عاشته أم عابد، سيدة خمسينية، لمدة 7 ساعات أمام مستشفى الشفاء غرب قطاع غزة، تبحث عن زوجها بعد أن استهدفته مدفعية الاحتلال الإسرائيلي في حي الزيتون أثناء انتظاره في طابور أمام إحدى المخابز لسد جوع أسرته التي استشهد جميع أفرادها سوى زوجته التي نزحت رفقته إلى المجمع الطبي قبل نحو أسبوع.
تكدس عشرات الجثث أمام المجمع الطبي
تقول «أم عابد» لـ«الوطن»، إن الوضع في المستشفى أصبح كارثيا خاصة مع الاستهدافات الإسرائيلية المكثفة والمتواصلة لكافة الطوابق، الأمر الذي أدى إلى تكدس عشرات الجثث أمام المجمع الطبي بعد أن امتلأت الغرف والطرقات الداخلية بالجرحى والمصابين.
استهداف وقصف مستشفى الشفاء
وبعد عملية بحث مضنية استطاعت السيدة الخمسينية أخيراً العثور على جثمان زوجها الستيني، إلاّ أنّها لم تتمكن من استلامه والصلاة عليه ودفنه: «بعد قصف العيادات الخارجية والقسم المخصص للولادة في الطابق الخامس جاءتنا أوامر بإخلاء المستشفى والنزوح إلى جنوب القطاع لأن من يرفض المغادرة إما سيتم أسره أو قتله من قبل جنود الاحتلال الذين باتوا على بعد كيلو مترات قليلة من المجمع الطبي الأكبر في القطاع».
لتضطر «أم عابد» إلى ترك شريكها ملقى على الأرض وسط عشرات الشهداء، وولت وجهها شطر وادي غزة: «قلبي انفطر وأنا أتركه خلفي مغطى ببطانية، وما قدرت أخذه معايا لأن النزوح كان بالسير عشرات الكيلو مترات على الأقدام وهذا هو شرط قوات الاحتلال لنصل إلى مدينة خانيونس»، كما منع جنود الاحتلال الإسرائيلي النازحين من الالتفات إلى الخلف أو مساعدة الجرحى والمصابين أثناء توجههم إلى جنوب غزة.