مستشفيات غزة تحت القصف.. الجراحات تجرى في الممرات ونقص حاد بالأدوية (فيديو)
مستشفيات غزة تئن
أطباء يجرون عمليات جراحية بممرات المستشفيات، ومرضى يئنون من الأوضاع المتردية ونفاد الأدوية، ينتظرون دورهم في الاستشهاد، وجرحى جرى وضعهم في أرضية المستشفى على الـ«شراشف» لعدم وجود أسّرة شاغرة، وقصف متواصل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المنشآت الطبية التي تداوي جراح المرضى وتأوي النازحين بعدما دُمرت منازلهم، هذا هو وضع مستشفيات قطاع غزة، خاصة المشافي الـ3 التي جرى قصفها اليوم «الشفاء الطبي، القدس، الإندونسي».
قصف مجمع الشفاء الطبي بغزة
يهرع الأطباء لمساعدة المرضى رغم نقص الأدوية والوقود بسبب الاحتلال الإسرائيلي، ومع القصف المتجدد يستقبلون ذويهم بين شهيد وجريح، لكنهم يواصلون عملهم ليل نهار من أجل إنقاذ آلاف المرضى، وفق حديث الدكتور ناصر بلبل، رئيس الرعاية المركزة بمجمع الشفاء الطبي، لـ«الوطن»: مفيش أدوية وبنضطر نعمل عمليات جراحية بدون تخدير، فضلا عن امتلاء الأسّرة فبنضطر لوضع المرضى على الشراشف بالأرض، ناهيك عن العمل في ظروف صعبة، آخرها قصف المشفى قبل قليل ما أدى لسقوط نحو 60 شهيدا وجريحا.
مستشفيات غزة.. قصف مجمع الشفاء الطبي
نقص الإمدادات الطبية، هدد مجمع الشفاء الطبي بالإغلاق، وحصار إسرائيل زاد المعاناة، فضلا عن نفاد الوقود عن المولدات الكهربائية الرئيسية ما يعني خروج المشفى من الخدمة نهائيا، وفق الطبيب: «بنشتغل في ظروف صعبة، وامبارح خرج المولد الرئيسي للمشفى عن الخدمة واشتغلنا بالمولد الثانوي اللي من المفترض يتوقف عن العمل في غضون ساعات، نحن مشفى للإيواء والعلاج».
مجمع الشفاء الطبي بغزة يعالج نحو 800 ألف مواطن
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، فإن مجمع الشفاء الطبي الواقع غرب مدينة غزة المحتلة، يخدم نحو 800 ألف مواطن فهو الأكبر في القطاع، لذلك تستهدفه إسرائيل بقذائفها وطيرانها من وقت لآخر آخرها قصف المجمع قبل نحو ساعتين ما أدى لسقوط شهداء وجرحى فضلا عن استهداف سيارات الإسعاف التي تنقل الجرحى.
استغاثات أطلقها الدكتور محمد أبو سليمة، مدير مستشفى الشفاء الطبي بغزة عبر وسائل الإعلام الفلسطينية، مؤكدا أنه لا يوجد مكان واحد خال في المشفى الذي قصفت إسرائيل بوابته الرئيسية قبل قليل: «ضربوا سيارات الإسعاف لا يوجد سنتيمتر واحد خالي داخل وخارج المستشفى وفي الطوارئ عدد مهول كلهم جرحى».
لم تعد مشارح المستشفيات في قطاع غزة كافية لاستقبال مزيدا من الجثث، وبينها مشرحة مجمع الشفاء الطبي الذي يداوي جراح المرضى ويأوي آلاف النازحين، وفق تصريح مدير مستشفى الشفاء الطبي بغزة، الذي قال لـ«الوطن»: مشرحة المشفى ما بقى فيها أماكن لمزيد من الجثث، الوضع كارثي ورائحة الموت تحاوطنا من كل اتجاه، لا يوجد درج واحد في المشرحة خالي».
مستشفيات غزة تئن تحت وطأة القصف الإسرائيلي
مستهلكات طبية منشرة داخل غرفة العمليات، يتوسطها سرير وُضع عليه مريض يبدو أنه فقد ساقيه إثر القصف الإسرائيلي، ومجموعة من الأطباء يحاولون إجراء جراحة له رغم القصف المستمر، هكذا يبدو الوضع داخل مستشفى القدس الواقع بمنطقة تل الهوا في قطاع غزة، والذي قصفت محيطه طائرات قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل قليل.
قصف محيط مستشفى القدس بغزة
الوضع كارثي والمستهلكات والمستلزمات نفذت والوقود على وشك النفاذ، هكذا وصف الدكتور بشار مراد، مدير مستشفى القدس في تصريح لـ«الوطن»، مؤكدا قيام الأطباء بواجبهم نحو المرضى رغم قلة الأدوات الطبية والجراحية ونقص الأدوية الحاد، مشيرا إلى أن الجرحى يئنون تحت القصف المتواصل من قبل إسرائيل التي اعتادت على استهداف المنشآت الطبية.
9 سنوات مرت على إنشاء المستشفى الإندونيسي الحكومي الواقع شمال قطاع غزة، كان قبل نحو شهر يستقبل مئات المرضى بشكل يومي، حتى السابع من أكتوبر الماضي، وهو اليوم الذي تحولت فيه مدينة غزة الساحلية إلى مقبرة للأطفال والنساء والعجائز، إذ شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، غارات مكثفة على كل شبر في القطاع، ولم يسلم المستشفى من القصف ليتحول هو الآخر إلى هدف لطائرات جيش الاحتلال.
مستشفيات غزة.. قصف المستشفى الإندونيسي
مرضى في الطرقات وصرخات للأمهات لم تشفع لدى قوات العدو التي استهدفت المستشفى الإندونيسي عدة مرات آخرهم اليوم ما خلف الرعب في نفوس المرضى، وفق الدكتور عاطف الكحلوت مدير المستشفى الإندونيسي، لـ«الوطن»: إحنا عايشين في رعب، الأطباء بيجرون الجراحات البسيطة دون أدوات، والخطيرة ما بنقدر نعملها لنقص الإمكانيات.
انهيار تام في المنظومة الصحية بالمستشفى بسبب نفاد الوقود، وسط أوضاع إنسانية كارثية، على حد وصف مدير المستشفى: بقينا بنعمل عمليات على الأرض، مبقاش عندنا أماكن ولا إمكانيات، ونقص الوقود بيهدد المشفى بالإغلاق خلال ساعات، وأقول للمجتمع الدولي، دم الأطفال والنساء في رقابكم.
مرحلة حرجة دخلت فيها مستشفيات غزة، قذائف وطائرات تستهدفها من كل اتجاه، ونقص وقود أدى لإخراج 16 مستشفى عن الخدمة وفق تصريح الدكتورة مي الكيلة، وزير الصحة الفلسطينية لوكالة وفا الرسمية، ملعنة أنه من المتوقع خروج نحو 14 مستشفى من الخدمة خلال أيام قليلة نظرا لنفاذ الوقود ونقص المستلزمات.
نقص الوقود والمستلزمات يهددان مستشفيات غزة
عدم إدخال المواد الطبية إلى مستشفيات غزة، أصبح سببا لآلام آلاف الجرحى الذين لم وقعوا ضحايا للعدوان الإسرائيلي الغاشم وفق تصريح الدكتور محمد زقوت مدير المستشفيات في قطاع غزة، لـ«الوطن»: «أصبحنا عاجزين لا مواد طبية ولا وقود ولا كهرباء ولا مياه ولا أي شيء، بقينا واقفين مش عارفين نعالج المرضى من بينهم أهالينا، أصبحنا معزولين عن العالم وامام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي».
مصير مجهول بات يهدد مستشفيات غزة بعدما أصبحت تئن تحت وطأة قصف الاحتلال الإسرائيلي وصمت المجتمع الدولي، وفق بيان رسمي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، حيث أكد على أن احتياطي الوقود في مستشفيات قطاع غزة يكفي لمدة 24 ساعة فقط، ما يعرض آلاف المرضى للخطر.