فلسطيني يفقد 9 من أسرته قبل زفافه: راحت العيلة وضل جهاز فرحي (فيديو)
فلسطيني يودع 9 من أسرته
المصحف في يده اليمنى، وبعض أغراض عرسه في اليسرى، أمامه أكفان 9 أفراد من أسرته، وخلفه صراخ السيدات اللاتي اتشحن بالسواد، وإلى جانبه شباب من بلدته رفح الفلسطينية يحاولون مواساته في مصابه الجلل، هكذا ظهر الشاب الفلسطيني محمد الكردي، بجانب ركام منزله الذي قصفته قوات الاحتلال الإسرائيلي دون رحمة أو شفقة أو ذنب، ليؤدي إلى استشهاد 9 من أفراد أسرته بينهم والديه وخالته، ليتحول فرحه الذي كان مقررا له بعد يومين من هذه الفاجعة إلى مآتم.
مأساة عائلة الكردي في غزة
«ماما كانت معايا، اشترت لي أغراض عرسي قبل أيام، علشان خلاص كنا حددنا الفرح، صلينا العشاء وضحكنا وهزرنا، مكنتش أعرف أنه اللقاء الأخير، فجأة كل واحد فينا راح ينام في مكان، وأنا وبابا ضلينا في صالة مجاورة لبيتنا، وبعد 10 دقايق طال القصف الإسرائيلي بيتنا، راحت ماما وأبوي وخالتي وعمي وعمتي وأطفال صغار»، عبارات مبكية عبر بها الشاب الفلسطيني عن حزنه لـ«الوطن»، مؤكدا أنه غير قادر على استيعاب ما جرى.
مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، حاول «الكردي»، التعجيل بالزواج نزولا على رغبة والدته التي تمنت أن تراه عريسا في الكوشة، لكن القدر كان له كلمة أخرى، إذ استشهد أفراد أسرته قبل فرحه بيومين: «ماما كانت دايما تقولي عاوزة أفرح بيك أنت وعروستك، وجهزنا كل حاجة وقلنا نقدم ميعاد الفرح ونخليه يوم الأربعاء الماضي، لكن فجأة يوم الاتنين اتصابنا بعد قصف بيتنا وقدام عيني راحت أمي وأبوي وأهلي، وما قدرت أنقذهم».
أخذوا أهلي وتركولي الأغراض
راحت العائلة وصمدت أجزاءً من شقة عش الزوجية، إذ ظهرت الشنط التي تحتوي على جهاز العروس صامدة ومن حولها قُصفت حيطان المنزل، وفق «الكردي»: «راحت العيلة وضل عفش البيت، يعني خدوا مني أهلي وسابولي الأغراض اللي اشتريتها أمي لعروستي، ما عارف أضحك ولا أبكي، أضحك لأن في ذكرى من أهلي ولا أعيط لأنها هتفكرني باللي صار، الوضع صعب ما سهل على أي إنسان هيك الحالة».
لم يستطع الشاب الفلسطيني الثلاثيني، الصمود أمام مشاهد أكفان أسرته إثر القصف الإسرائلي، بل انهار وأبكى كل من حوله، ليتحول المشهد من فرح كان يدق باب المنزل قبل ساعات إلى مآتم على ركام وحطام المنزل: «ما ضل شيء، فرحتنا وضحكتنا وعزوتنا راحت، ما ضل غير ملابسهم وجهاز عروستي، ما ضل بيت رحت أعيش عند أقاربي، لكن ما قادر أنسى اللي صار، عيلتي صارت أرقاما زي كل شهداء البيوت الفلسطينية، الاحتلال الغاشم ما راح يفرق بين حد، راح يقصف كل البيوت ويقتل النساء والأطفال».
الدعاء بالصبر والسلوان وانتهاء الحرب الغاشمة غير العادلة، هو ما يتمناه الشاب الفلسطيني الذي فقد 9 من أقاربه دفعة واحدة، ودفن جثثهم في مقبرة واحدة: «ما بطلب شيء غير الدعاء لينا، والصلوات من أجلنا، وبتمنى أعيش لحد ما هي الحرب تنتهي والعدو الغاشم والقصف الإسرائيلي يسيب لينا أرضنا».