باحث بـ«المركز المصري»: الاجتياح البري لغزة يزيد من تأزم الأوضاع داخل القطاع
آثار الاجتياح البري على فلسطين
قال صلاح وهبة، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن عملية الاجتياح البري لقطاع غزة، التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي، عامل إضافي جديد يزيد من تأزم الأوضاع داخل قطاع غزة، وتحمل هذه العملية مخاطر متعددة على أهالي القطاع الذين يشهدون عدوانًا إسرائيليًا غير مسبوق استهدف مختلف المنشآت السكنية والخدمية داخل القطاع.
قطع شبكات الهواتف المحمولة والأرضية
وأضاف صلاح وهبة، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن الاجتياح جاء بجانب الحصار الإسرائيلي الكامل المطبق وقطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود والطعام، وما زاد عليه من قطع شبكات الهواتف المحمولة والأرضية والإنترنت لعزل سكان القطاع عن العالم الخارجي وبعضهم البعض، وهو ما يوثر بشكل مباشر على جهود إغاثة المصابين في مختلف المناطق التي تم استهدافها بسبب عدم تمكن المواطنين من الإبلاغ عن مواقع المنازل المتضررة التي تستدعي تواجد الطواقم الإسعافية والدفاع المدني من جهة، وعدم إمكانية توجيه سيارات الإسعاف إلى أماكن المصابين والتنسيق مع المستشفيات من جهة أخرى، وهو ما يأتي في سياق تمهيد الأرض أمام العملية البرية مما يزيد مع تفاقم الأزمة الإنسانية التي تضرب القطاع.
العملية تندرج تحت فئة حروب العصابات
وأكد أن العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، تواجه الكثير من التحديات التي تؤثر على جدواها وتنذر بخسائر كبيرة بين صفوف جيش الاحتلال، وفي مقدمتها أن تلك العملية تندرج تحت فئة حروب العصابات التي تعد من أصعب أنواع المعارك التي يمكن أن يخوضها جيش نظامي وغالبًا ما تشهد خسائر ضخمة، وكذلك شبكة الأنفاق الكبيرة الموجودة في القطاع والتي يقدر طولها بقرابة 500 كم التي يتحصن بها مقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية والكمائن والخنادق القتالية التي أسستها المقاومة على مدار الأعوام الماضية، وكل ذلك يسمح لعناصر المقاومة بحرية الحركة والتنقل دون التعرض للاستهداف المباشر وتنفيذ الكثير من الكمائن والغارات على الآليات العسكرية المهاجمة عند دخولها، فضلًا عن الرهائن الإسرائيليون الموجودين لدى الفصائل وتسعى إسرائيل للحفاظ على حياتهم لإخلاء سبيلهم في ظل ما تواجهه الحكومة الإسرائيلية من انتقادات حادة متزايدة بسبب فشل الحكومة في تسوية موقفهم حتى الآن.