شرفت بحضور اصطفاف قوات الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني.. وهو الحدث الذي يأتي ضمن فعاليات عديدة، كان من المقرر تنظيمها للاحتفال بالذكرى الخمسين لانتصارات أكتوبر العظيمة.. لكن كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته أثناء حضور الاصطفاف، إنه جرى تأجيل العديد من الفعاليات بسبب الظروف التي تمر بها المنطقة.. نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ورغم توتر الأجواء بسبب الانتهاكات الإسرائيلية لسكان قطاع غزة المدنيين، وحجم المشاهد الكبير الذي يخبرنا جميعا أن الإنسانية ذُبحت داخل القطاع، ولم تجد من ينقذها من العالم الذي قرر أن يعطي ظهره للحقيقة، ويغلق أذنيه ويغمض عينيه عن ما يحدث فى القطاع.. فإن مصر وحدها وقيادتها السياسية، تضع على عاتقها محاولة فرض التهدئة وإعلاء صوت العقل والحل الدبلوماسي، لإنهاء الصراع بقطاع غزة وعودة الهدوء للمنطقة من جديد.. وهو الحل الذي تسير فيه مصر وحدها على أرض ملغّمة، لكنه قَدَرها منذ حرب 48 وحتى هذه اللحظة.
الرسائل كانت مهمة وحاسمة، بداية من الظهور المشرّف لقوات الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث.. بكل عناصرها وعتادها وجنودها.. أصوات الطائرات وهي تطوى السماء لتعبّر عن القدرة المصرية الكبيرة التي تمتلكها قواتنا المسلحة، التي تطورت وعظُمت بفضل انتباه الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ اللحظة الأولى الذي تولى فيها منصب وزير الدفاع، بأن مستقبل هذا البلد، يجب أن يحميه جيش قوي يمتلك أحدث الأسلحة وأقواها، وأن تتعدد مصادر التسليح بحيث لا نصبح تحت رحمة دولة واحدة في تسليح جيشنا.
وقد حاولت طيور الظلام أن تشوه الحقيقة كالعادة، وأن تروّج أن ما يقوم به الرئيس السيسي من تطوير كفاءة الجيش المصري العظيم -المواطنون أوْلى به- لكن كلما مَرّ الوقت أدركنا جميعا أن هذا الرجل العظيم، يرى ما لا نراه.. ويدرك ما يصعب على الآخرين إدراكه.
ووجدت نفسى متسائلاً.. كيف سيكون وضع مصر لو لم يهتم الرئيس عبدالفتاح السيسي بتطوير قواتنا المسلحة وقدراتها.. كيف سيكون حالنا وكل حدودنا ملتهبة.. في الشرق والغرب والجنوب؟!.. يقطع تساؤلاتي صوت اللواء أركان حرب شريف جودة العرايشي، قائد الجيش الثالث الميداني، وهو يتحدث للرئيس عبدالفتاح السيسي من أرض الاصطفاف: «جاهزون لطىّ الأرض في نطاق مسئوليتنا أو أي مكان آخر يتم تكليفنا بالانطلاق إليه».
هذه العقيدة العظيمة التى تسكن عقل وقلب كل قائد وجندي مصري.. تجعلنا ندرك جميعا لماذا تحتل قواتنا المسلحة كل هذه المكانة في قلوب الشعب المصري.. ابتسامة الاطمئنان والثقة ارتسمت على وجوه كل الحاضرين من الأساتذة والزملاء الصحفيين.. كلنا أدركنا أننا فى حضرة خير أجناد الأرض.. فلا خوف على مصر ولا قلق على حاضرها أو مستقبلها.
وهو ما أكدته كلمة سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي والرسائل العظيمة التي أرسلها للشعب المصري من بين أفراد قواتنا المسلحة.. «مصر تمتلك القوة والقدرة.. لكنها تستخدمها بعقل ورشد، ولا تطغى».. وهي الرسالة التى رد بها سيادته على بعض الأصوات التي تحاول دفع مصر للمواجهة، والدخول من جديد في دوامات الحرب واستنزاف موارد الدولة.
ليعطي الرئيس إجابة محددة، بأننا نمتلك القدرة والقوة لحماية وطننا، لكننا في الوقت نفسه لا نفكر في أن نطغى، وأننا نستخدم العقل والرشد قبل أن نلجأ لاستخدام القوة.. وهو ما يؤكد على حكمة الرئيس، وثقته التامة في قواتنا المسلحة وقدرتها على حماية حدودنا، وتأمين الأمن القومي ومصالح الدولة.
وهو الخطاب الذي يتبناه الرئيس منذ اللحظة الأولى لتوليه منصب رئيس الجمهورية قبل 10 سنوات.. ولم يتراجع عنه لمرة واحدة، ولم يخذلنا في الدفاع عن الشعب المصري ضد عدوان وبلطجة وإرهاب الجماعات الإرهابية، أو التنظيمات المسلحة التي حاولت كسر هيبة الدولة في سيناء، فذُبحت ودُفنت تحت أقدام الجندي المصري العظيم.. بعد أن أدت القوات المسلحة دورها في الحفاظ على أمن وسلامة الوطن.
وفي الوقت ذاته لم يخلُ خطاب السيد الرئيس من التأكيد على أن مصر تتعامل مع الأزمات بعقل وصبر رغم المحاولات المستميتة التي حاول البعض توريط مصر فيها، لخوض حروب وصراعات خارج أرضها لإيقاف نهضتها ومشروعاتها التنموية العظيمة التي طالت كل شبر من أرض مصر على مدار السنوات الـ10 الماضية.
وكانت واحدة من أهم رسائل السيد الرئيس حديثه عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عندما أشار إلى أن الدولة المصرية تلعب دورا إيجابيا لمحاولة وقف التصعيد بالقطاع وإيقاف نزيف الدم.. بعد أن وصلت الأوضاع داخل قطاع غزة لوضع كارثي يعاني فيه المدنيون من نقص لمياه الشرب والكهرباء والوقود والطعام والمساعدات، ليبقوا على قيد الحياة، مؤكدا أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية يتمثل في إقامة دولتين بحدود 1967.
رسائل عظيمة تضمنها خطاب السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو يشهد اصطفاف تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الثالث الميداني، جالسا بين قادة وجنود قواتنا المسلحة، ليطمئن المصريين على أن لهذا الوطن جيشا يحميه.