وداعا للمياه الجوفية.. إنقاذ الأراضي الزراعية من مخلفات الصرف في سيوة
عدد من المسئولين خلال متابعة أحد مشرعات الصرف الزراعى بواحة سيوة
بذلت الدولة جهوداً حثيثة لإيجاد حلول جذرية لمخاطر ارتفاع منسوب المياه الجوفية فى واحة سيوة على مدار الـ25 عاماً الماضية، التى باتت تهدد الأراضى الزراعية والمنازل بالغرق، حتى تفاقمت المشكلة بعدم القدرة على التصرف فى كميات كبيرة من مياه الصرف الزراعى، والتى حاصرت المناطق السكنية فى واحة السحر والجمال، وأصبحت كابوساً يزعج أهالى سيوة.
وقال محمد بكر، رئيس مركز ومدينة سيوة، إن زيارة اللواء أحمد جمال الدين، مستشار الرئيس لشئون المحافظات الحدودية منذ عامين إلى سيوة، أثمرت عن الوقوف على جميع تفاصيل مشكلة ارتفاع منسوب المياه، حيث تفقد خلالها الأراضى الزراعية والترع والمصارف والآبار وتأثيرها على الواحة، وبعد رفع المشكلة إلى القيادة السياسية، ومجلس الوزراء، ووجه المهندس مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بحل الأزمة بالتعاون بين وزارتى الموارد المائية والرى والزراعة. وأضاف رئيس مدينة سيوة أن وزير الزراعة واستصلاح الأراضى السيد القصير، زار سيوة يرافقه اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، وقيادات من وزارة الرى، وجرى تشكيل لجنة للرى من سيوة تضم قيادات تنفيذية وشعبية من الواحة ومن الوزارات المعنية خاصة قطاع المياه الجوفية، ووضع خطة عمل واقعية تتناسب مع حجم المشكلة.
رئيس المدينة: حفر 3 آبار بعمق 1300 متر تحت سطح الأرض وربطها بشبكة رى لمنع الحفر الجائر.. ومحطة لرفع 60 ألف متر مكعب من مياه البرك
وكشف عن أن قطاع المياه الجوفية بدأ بغلق الآبار العشوائية فى الواحة، والتى تأخذ مياهاً من خزان الحجر الجيرى، فى بداية خطة حل مشكلة مياه الصرف الزراعى الزائدة والتى أدت إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية، ما كان له أثر سلبى على جميع الأراضى الزراعية بالواحة، وزيادة نسبة الملوحة بها، إذ جرى حفر 3 آبار ضخمة بلغ عمقها 1300 متر تحت سطح الأرض، وربطها على شبكة الرى للأراضى لمنع الحفر الجائر، وإنشاء جسور لتجميع مياه الصرف الزراعى الزائدة فى البرك التى أنشئت فى عدة مناطق بالواحة.
وأشار «بكر» إلى أن منظومة الرى تطورت بعد تنفيذ أعمال دعم جميع الجسور ببركة سيوة والتى نجحت فى تقليل أضرار ارتفاع مناسيب المياه الجوفية، ما أثر على المنشآت من المنازل والزراعات المحيطة بها، لافتاً إلى أن الانتهاء من أعمال تنفيذ مشروع حفر قناة مفتوحة بطول 33 كيلومتراً، ونقل مياه الصرف الزراعى عبر بعض المصارف المؤدية لبركة سيوة إلى منخفض عين الجنبى شرق الواحة وخارج كردون المدينة، وافتتحها رئيس الوزراء خلال زيارته سيوة الصيف الماضى. واستكمل رئيس مدينة سيوة: «جرى إنشاء محطة رفع أطفير لنقل مياه الصرف الزراعى، من مصرف أطفير والمصرف الغربى، ومصرف ملول عبر قناة بطول 5.70 كيلومتر تصل إلى القناة المفتوحة، فى ظل تعاون كلية الهندسة بجامعة القاهرة مع وزارة الموارد المائية، لتحسين مستوى منظومة الرى فى الواحة».
واستطرد قائلاً: «تمت مراعاة أبعاد وضع سيوة اقتصادياً وبيئياً واجتماعياً لتكون منظومة مستديمة للسنوات المقبلة، والعمل على تحقيق التوازن البيئى والحفاظ على طبيعتها من حيث البحيرات والحدائق الزراعية وترميم عيون المياه الطبيعية، وتحقيق التوازن بين المناسيب الآمنة لبرك الصرف الزراعى، ومعدلات سحب المياه الزائدة، لتحسين مستوى الزراعة واستعادة الأراضى عافيتها، والمنتجات الزراعية كالتمور والزيتون بريقها خلال الفترة المقبلة، بعد تضررها».
وأسهمت محطة الرفع التى جرى إنشاؤها فى التخلص من 60 ألف متر مكعب من مياه الصرف الزراعى التى تضخ فى البرك، حيث يجرى رفعها إلى القناة الجديدة لخارج الواحة، بعد خسارة مساحة كبيرة من الأراضى الزراعية، بلغت 5 آلاف فدان بسبب تشبع التربة بالأملاح نتيجة مياه الصرف الزراعى فى منطقة أطفير، منوهاً بأن المحطة تتضمن 7 طلمبات رفع 500 مليمتر، وبطاقة سحب 450 متراً مكعباً/ الساعة لكل وحدة، إلى جانب 3 طلمبات تحضير لسحب المياه على خط طرد مياه مزدوج 6 كيلومترات، وحوض تهدئة ببداية القناة بطول 33 كيلومتراً حتى منطقة عين الجمبى شرق الواحة.
وتستهدف مدينة سيوة استغلال هذه المياه لرى وزراعة مساحات الأراضى الواقعة على الجانبين التى تبلغ 100 ألف فدان، كما جرى الانتهاء من إنشاء حوض وسط بجانب محطة الرفع دوره تجميع مياه الصرف من المصارف لتصب داخل الحوض، والذى يتسع 30 متراً ×30 متراً وعمق 3.5 متر، كما جرى غلق ما يقرب من 50 بئراً عشوائية لمواجهة ارتفاع منسوب المياه، من خلال إدارة الرى والمياه الجوفية».
شيخ قبيلة «الظناين»: لمسنا اهتمام الرئيس بتنمية الواحة خلال لقائه بشيوخ القبائل ووعدنا بتلبية جميع احتياجاتنا
وقال عمران كيلانى، شيخ قبيلة الظناين بسيوة، إن الدولة استطاعت حل أكبر مشكلة كانت تؤرق الواحة وهى التخلص من مياه الصرف الزراعى التى أضرت بها، متابعاً: «شاهدنا اهتمام الرئيس بتنمية سيوة خلال لقائه مع شيوخ القبائل والعواقل فى زيارته الأخيرة لمحافظة مطروح بمدينة السلوم، ووعدنا بتلبية جميع الاحتياجات فى سيوة، وإحداث تنمية شاملة بها».