«الحلم العربي».. العدل كتب الكلمات في 3 ساعات والشاعري سجلها خلال 45 يوما
مشاهد من تسجيل أوبريت الحلم العربي
ألحان تعزف على أوتار الجرح العربي النازف وكلمات نارية تخترق الروح ممزوجة بأصوات قوية تخاطب الضمير الإنساني، «جايز ظلام الليل يبعدنا يوم إنما يقدر شعاع النور يوصل لأبعد سما.. ده حلمنا طول عمرنا»، مازال «الحلم العربي» حيا نابضا في نفوس الشعب العربي حتى بعد مرور 25 عاما على عرضه للمرة الأولى، حيث يعتبر الأوبريت الغنائي هو العمل الأبرز الذي يستدعيه العرب بعد أيا من الأحداث الصعبة التي تمر على الوطن العربي، ويعود حاليا مع الأحداث الصعبة التي تمر على المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
فكرة خطرت لأحد المنتجين لتقديم أوبريت غنائي يضم مجموعة من الفنانين لحفل يقام في الإمارات، ووقع اختيار المنتج على المخرج طارق العريان ليقوم بالعمل على المنتج الفني، ولكن نص الكاتب الراحل عبد السلام أمين لم يلقى توافق مع ما يرغب في تقديمه ليعهد بعد ذلك إلى الكاتب مدحت العدل ليقوم بكتابة الكلمات، وكشف «العدل» في تصريحات سابقة أنه قام بكتابة الكلمات خلال 3 ساعات، وبعد إعجاب «العريان» بالكلمات ذهب بها للملحنين حلمي بكر وصلاح الشرنوبي للعمل على ألحان الأغنية بالإضافة إلى حميد الشاعري الذي شارك في التلحين والتوزيع، واجتمع الفريق في منزل «حميد» للعمل على الأوبريت حتى بدأت مرحلة التسجيل.
يروى الفنان حميد الشاعري في لقاء مع المذيعة إنجي علي، أن الأوبريت في البداية كان يضم حوالي 6 أو 7 مطربين على أقصى تقدير، ولكن عندما كان يعلم مطرب أو مطربة بأمر الأوبريت الذي يداعب حلم الوحدة العربية يطلب المشاركة به حتى أصبح عدد المشاركين ما يقرب من 22 مطرب ومطربة من مختلف الدول العربية ووصلت مدة الأوبريت لـ 19 دقيقة كاملة، وصف «الشاعري» أوبريت «الحلم العربي» بالعمل الأصعب في مشواره الفني، حيث استغرق تسجيل الصوت الخاص بالأوبريت حوالي 45 يوما كاملة.
حميد الشاعري: سجلنا صوت «الحلم العربي» في 45 يوما
وضمت الأغنية من مصر: محمد الحلو، إيهاب توفيق، وأنوشكا، من الإمارات: أحلام ومحمد المازم، والفنان الكويتي نبيل شعيل، ومن لبنان وليد توفيق، ديانا حداد،ومن المغرب ليلى غفران، بجانب المشاركة المميزة للفنانة السودانية سمية حسن، ومن قطر علي عبد الستار، ومن تونس كلا من ذكرى ولطفي بشناق، ومن البحرين أحمد الجميري، ومن سوريا: أصالة نصري ونور مهنا، بالإضافة إلى الأردني عمر عبد اللات، ومن ليبيا حميد الشاعري وناصر النزداوي، ومن سلطنة عمان الفنان ماجد المزروعي، بالإضافة إلى الفنان اليمني أحمد فتحي.
«كلمة صدق فى أغنية تتقال وتعدى فى ثانية جايز من بعد سنين تتغير بيها الدنيا».. ومع إذاعة «الحلم العربي» للمرة الأولى على القنوات الفضائية في عام 1998 لاقى حاجة كبيرة من النجاح اكتسح بها جميع البلدان العربية حتى أصبح أشبه بـ «نشيد وطني عربي» يداعب أحلام العرب بالاجتماع معا مرة أخرى وحل خلافتهم ومداواة جروحهم المشتركة.